روما ـ لبنان اليوم
حالة من الجدل والغضب أثارها مقطع فيديو بجزيرة كابري الإيطالية لـ6 أشخاص في سيارة إسعاف ليس لأنهم مرضى، بل لأنهم استخدموا السيارة كوسيلة مواصلات خاصة.
المشهد لفت أنظار عدد كبير من سكان جزيرة كابري الواقعة في البحر التيراني من خليج نابولي، بإقليم كمبانيا بجنوبي إيطاليا، وتم رصده بكاميرات الموبايل، ونشره أحد السكان المحليين على مواقع التواصل الاجتماعي.
وحسب قول الساكن المحلي، "يتكرر المشهد في الوقت نفسه كل صباح في ساحة فيتوريا في ميناء مارينا غراندي، أو بالأحرى عند إنزال القارب المحلق من نابولي من العبّارة"، وفقاً لصحيفة "كوريرى ديلا سيرا" الإيطالية.
يظهر في مقاطع الفيديو نزول بعض الركاب من القارب المحلق وهم يحملون حقائب ظهر وحقائب يد وعربات حقائب بملابس مدنية، ثم يأخذون سيارات إسعاف واحدة تلو الأخرى للوصول إلى كابيلوبي، المستشفى الوحيد في الجزيرة.
كما يحرص سائق سيارة الإسعاف على أن يكون الباب مفتوحاً ويساعدهم على ركوب السيارة، الأمر الذي أثار الريبة حتى تم التأكد بأنهم ليسوا مرضي بل الطاقم الطبي لمستشفى الجزيرة.
وأثارت مقاطع الفيديو استنكار واستياء بعض مواطني الجزيرة، حتى وصلت إلى المستشار الإقليمي لحزب الأخضر الأوروبي Europa Verde لإقليم كامبانيا، فرانشيسكو إميليو بوريلي.
ووفقاً للمواطن الذي نشر الفيديو، فإن هذه الفوضى مستمرة منذ عام، إلا أن مدير 118 نابولي وكابري (رقم طلب المساعدة والإنقاذ الطبي)، جوزيبي جالانو، قال إن الأمر يعود إلى ما قبل شهر واحد فقط، في أعقاب الحادث الذي وقع في نهاية يوليو/تموز الماضي، عندما تحطمت حافلة صغيرة في جرف شاطئ مارينا غراندي.
وعلى إثر ذلك الحادث تم حظر طريق مقاطعة مارينا غراندي - كابري من مرور السيارات، باستثناء سيارات الإسعاف والأجرة، نقلاً عن وكالة الأنباء الإيطالية "أنسا".
ولهذا السبب، "بشكل استثنائي"، أوضح مدير طوارئ نابولي، تمكن العاملون الصحيون غير المقيمين في الجزيرة الوصول السريع إلى مستشفى كابيلوبي من الميناء والعكس، الأمر الذي لما كان ممكناً في حالة استخدام وسائل النقل العام.
كما قدم المستشار الإقليمي لحزب الأخضر الأوروبي، فرانشيسكو إميليو بوريلي، على "فيسبوك" شرحاً لما تم توثيقه في مقاطع الفيديو قائلاً: "بعد تلقي التقرير، اتصلنا بإدارة المستشفى التي أوضحت أنه نظراً لقلة وسائل النقل العام في الجزيرة، تقرر استخدام سيارات الإسعاف للسماح للطاقم الطبي بالوصول في الوقت المحدد وعدم تفويت العبّارات، حيث يأتي العديد من العاملين في كابري قادمين من البر الرئيسي".
وأضاف: "مع فهم هذه الأسباب المشروعة وعدم وجود أي نوع من التحيز تجاه المستشفى الذي أدار حالة الطوارئ الطبية بطريقة ممتازة خلال مأساة الحافلة التي تحطمت في ميناء غراندي، لا يمكن التسامح مع سيارات الإسعاف للأغراض غير الطبية والطوارئ".
وتابع: "لهذا السبب، طلبنا من إدارة المستشفى والبلديات المعنية إعداد جداول لإيجاد حلول مناسبة وعملية تضع عاملي المجال الطبي في ظروف تمكنهم من الوصول دون إزعاج إلى موقع العمل والعودة إلى المنزل دون إزالة الخدمات الأساسية للمواطنين ومرضى المستشفيات".