لندن -لبنان اليوم
يُعدّ الشاي من أكثر المشروبات شعبيةً في العالم، وفي حين يعتبره البريطانيون مشروبهم الوطني وجزءًا من حياتهم اليومية، تكادُ موائد الطعام الصباحية في العالم العربي لا تخلو منه أبدًا، ومن المعروف أنَّ أكثر أنواع الشاي شيوعًا هو الشاي الأسود يليه الشاي الأخضر، وكلاهما مصنوع من أوراق نبات “كاميليا سينينسيس”، لكن الفرق بينهما أنَّ الشاي الأسود يتعرض لعملية الأكسدة، بينما لا يتعرض الشاي الأخضر لتلك العملية، إذ يُصنع الشاي الأسود من خلال لف أوراق الشاي وتعريضه في ما بعد للهواء لتجري عملية الأكسدة والتي يتحول من خلالها للون البني الداكن وتتكثف نكهته أكثر.
وجد الباحثون أن كلا النوعين يتميزان بفوائد مشتركة، على عكس ما يُقال دائمًا بخصوص أفضلية الشاي الأخضر على الأسود، ومن تلك الفوائد المشتركة:
حماية القلب
يحتوي كلا النوعين الأخضر والأسود على مجموعةٍ كبيرة من مضادات الأكسدة الواقية تسمى البوليفينول، وهو ما يساعد على حماية قلبك؛ إذ وجدت إحدى الدراسات التي أُجريت على الحيوانات، أنَّ كلا النوعين كان لهما الفاعلية نفسها في منع تصلُّب الشرايين بنسبة 26% عند تناول جرعات قليلة، وحتى 68% عند تناول جرعات أعلى من الشاي.
ووجدت أنَّ كلا النوعين يساعدان على تقليل الكوليسترول الضار، والدهون الثلاثية، بالإضافةِ إلى قدرتهما على تقليل ضغط الدم
وفي حين أنَّ شرب 1-3 أكوابٍ من الشاي الأخضر يقلل من خطر الإصابة بنوبة قلبية وسكتة دماغية بنسبة 19% و36% على التوالي، مقارنة بمن يشربون أقل من كوبٍ واحد، فإنَّ شرب 3 أكواب من الشاي الأسود على الأقل قد يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب بنسبة 11%.
تعزيز وظائف المخ
من المعروف بشكلٍ عام أنَّ الشاي بنوعيه يحتوي على مادة الكافيين، لكن الشاي الأخضر يحتوي على كمية أقل من الكافيين تبلغ نحو 35 مليغرمًا لكل230 مل، ف حين يحتوي الشاي الأسود نحو 39-109 مليغرامات للكمية نفسها.
ويعمل الكافيين على تحفيز الجهاز العصبي، ويساعد على إطلاق الناقلات العصبية المعززة للحالة المزاجية الجيدة مثل الدوبامين والسيروتونين، وبالتالي يمكن له أن يزيد من اليقظة، ويعزز حالتك المزاجية.
ويمكن اعتبار كل من الشاي الأخضر والأسود بديلاً رائعًا للقهوة، خصوصًا لأولئك الراغبين في رفع الحالة المزاجية دون الحاجة إلى القهوة.
الشاي الأخضر يحتوي على الكثير من المضادات الأكسدة القوية EGCG
يمكن القول إنَّ الشاي الأخضر يشكل مصدرًا رائعًا لمضادات الأكسدة، والتي يمكن لها مكافحة السرطان ومكافحة مرض الزهايمر، والتقليل من الشعور بالتعب، وحماية الكبد خصوصًا لقدرته في التعامل مع الدهون، بالإضافةِ إلى خصائصه في محاربة الميكروبات، وقدرته على صناعة تأثير المهدئ على الجسم.
الشاي الأسود غني بالثيفلافينات المفيدة
ينفرد الشاي الأسود بأنه يحتوي على الكثير من الثيفلافينات وهي نوع من مادة البوليفينول، والتي تتشكل خلال عملية الأكسدة، ويمكن لها أن تُقدّم العديد من الفوائد الصحية، مثل حماية الخلايا الدهنية من التلف الذي تسببه الجذور الحرة.
والجذور الحرة هي جزيئات تتشكل عندما يتحول الطعام الذي نتناوله إلى طاقة، أو عندما نتعرض لأشياء مثل أشعة الشمس أو دخان السجائر أو الإشعاع أو التلوث أو السموم، وتسبب ضررًا كبيرًا للخلايا في الجسم، وتساعد في ظهور أعراض الشيخوخة وأمراضها وأمراض القلب والسرطان.
من خلال ما سبق يتضح أنَّ الشاي الأخضر والأسود يشتركان في الكثير من الفوائد، في حين أنهما مُختلفان في تكوين البوليفينول، إلا أن نوع البوليفينول في كل منهما يُضفي الأثر المفيد نفسه على وظيفة الأوعية الدموية، وفي ما يتعلق بمادة الكافيين يتضح أنَّ كليهما يحتوي عليها، لكن يتميز الشاي الأخضر بامتلاكه نسبةً أقل منها؛ ما يجعله خيارًا أفضل للأشخاص الذين يتفادون الكافيين، بالإضافة إلى اعتبار الشاي الأخضر كنوعٍ من المهدئات الطبيعية.
ومن الجيد معرفة أنَّ كلاً من الشاي الأسود والأخضر يحتوي على مادة العفص، التي يمكن أن تُقلل القدرة على امتصاص المعادن، لذلك من الأفضل عدم تناول أيٍ من النوعين قبل الوجبات أو بعدها مُباشرة.
"جونسون آند جونسون " تعمل على إجراء اختبارات بنفيها على منتجاتها