عقاقير الذكاء

حذرت دراسة طبية حديثة من تناول ما يعرف باسم "العقاقير الذكية" التي يعتاد الطلاب على تناولها لتحسين نتائج الامتحانات، وذلك للتأثير العكسي والسلبي على الصحة، حيث توصلت الدراسة إلى أنَّ عدد من الطلاب الأصحاء ممن يتناولون هذه العقاقير يعانون من قصور في الأداء.

واكتشف العلماء أنَّ الطلاب الذين يتناولون عقار "مودافينيل" المنشط  يعانون من بطء في ردود الأفعال كما أنهم أقل قدرة على التفكير بطرق إبداعية، ما يعني تبلّد مشاعرهم وتجمّد أفكارهم على المدى القريب.

وترجح أرقام عدة أنَّ واحد من بين خمس طلاب يتجرعون "عقاقير الذكاء"، وعلى رأسها عقار "مودافينيل"؛ لتعزيز قدرتهم على الدراسة وتحسين نتائجهم وفرصهم أثناء فترة الامتحانات حيث تسهم هذه العقاقير في تنبيه متناولها وبقائه يقظًا، ما يؤدي إلى زيادة القدرة على التركيز في عملية جمع المعلومات.

وقد ثبت أنَّ هذه العقاقير تسهم في تحسين الذاكرة بنسبة 10%، إلا أنَّ لها أثار جانبية مخيفة ومقلقة ومنها المعاناة من صداع مزمن، وسرعة الغضب، والقيء، والسلوك غير العقلاني، إضافة إلى الخفقان، والنوم المتقطع.

من ناحيته، أكد الطبيب في جامعة "نوتنغهام"، أحمد ضاهر محمد، أنَّ هذه العقاقير تنعكس بالسلب على الأصحاء، مضيفًا "أنا لا أتوقع أن يتناول الطلاب "المودافينيل" لإظهار ردود فعل أبطأ في كل مرة، لقد فحصنا تأثير العقار عندما يتطلب الأمر من متناوله أن  يستجيب بدقة في الوقت المناسب، وجاءت النتائج معاكسة تمامًا للنتائج التي كنا نتوقعها".

يُذكر أنَّ الدراسة أجريت على حوالي 23 مشاركًا من الأصحاء، ومن ثم تمَّت مقارنتهم بحوالي 32 آخرين ممن يتعاطون عقاقير وهمية، وخضع جميع المشاركين لبعض الاختبارات العصبية المعروفة باسم إتمام اختبار "هايلينغ"، حيث كان عليهم تنفيذ المهام بسرعة وبدقة، وأشار الطبيب محمد إلى أنَّه "من المرجح أن يتسبَّب هذا العقار في تحسين الأداء عن طريق تأخير قدرتك على الاستجابة".

وأضاف "إنَّ دراستنا توضح أنَّه في الوقت الذي تتطلب فيه بعض المهام سرعة وعجلة في تنفيذها، يساعد العقار على زيادة أوقات ردود الفعل دون تطوير الأداء الإدراكي والمعرفي".

وتؤكد  الدراسة التي نشرتها مجلة "بلوس ون"، أنَّ نتائج كانت قد توصلت إليها دراسات أخرى تفيد بأنَّ "عقاقير الذكاء" تتسبَّب في ضعف قدرة المشاركين للرد بطريقة خلاقة وخصوصًا عندما يطلب منهم حرفيًا التفكير في طرق جديدة.