لندن - العرب اليوم
كشَفَ باحثون بريطانيون عن خريطة إلكترونية جديدة لإنكلترا وويلز للمستخدمين تسمح لهم بإدخال الرمز البريدي الخاص بمنطقتهم، والتعرف على خطورة الإصابة بـ 14 مرضًا في مجتمعاتهم، كأمراض القلب وسرطان الرئة. وأكّد الباحثون في كلية "امبريال كوليدج لندن" إلى أن الخريطة لا يمكنها قياس الخطورة الفردية، لكنها تشير إلى المخاطر الصحية في المنطقة ككل، بحساب متوسط خطورة الإصابة في انكلترا وويلز, مشيرين الى ان الدراسة أظهرت أن 33 منطقة كانت أقل عرضة للإصابة بالأمراض، مثل أجزاء من لندن وشمال نورفولك وسوفولك.
ودرس الباحثون 8,800 منطقة في انكلترا وويلز، حيث يبلغ تعداد سكان كل منطقة من هذه المناطق ستة آلاف نسمة, وقاموا بجمع البيانات من مكتب الإحصاءات الوطنية، وسجلات الإصابة بالسرطان، في الفترة ما بين العامين 1985 و2009.
وصُمِّمت البيانات بعد ذلك وفقا لتنوع العوامل البيئية من منطقة إلى أخرى، مثل اختلاف نسبة تلوث الهواء، ومعدلات سطوع الشمس، واستخدام المبيدات الحشرية.
ويقول الباحثون إن هذه أول أداة من نوعها تُظهر هذا الكم من التفاصيل.
وأكّدت أنّا هانسيل، من وحدة الإحصاءات الصحية للمناطق الصغيرة في المملكة المتحدة، والتي تقود فريق البحث، أن المستخدمين كانوا "مبهورين" بالخريطة عند تجربتها.
وأوضحت أن "الجديد في هذه الخريطة أنها تصل إلى الأحياء السكنية، بعد أن كانت على مستوى أعم قبل ذلك."
ووفقًا لهانسيل، سُجلت ثمان مناطق ذات احتمالات أكبر للإصابة بالأمراض الـ 14 التي شملتها الدراسة, مشيرة الى ان أياً من المناطق لم تُسجل "تدهورا في كل الأمراض"، وأكّدت أن الإحصاءات لم تصل إلى ترتيب تلك المناطق.
وبتعديل الدراسة وفقًا لعامل الحرمان، أو نقص الخدمات في بعض المناطق، أعلنت هانسيل أن بعض التغيرات كانت "مفاجئة"، ويمكن عزوها لزيادة نسب التدخين في السنوات الـ 25 الماضية.
ورغم تعديل الباحثين للدراسة وفقًا لعامل الحرمان، أوضحت هانسيل أن "بعض عوامل نمط الحياة" قد تؤثر في تباين النتائج , فالعوامل البيئية كتلوث الهواء تؤثر بنسبة 5-10 في المئة على احتمال إصابة الفرد، وهو ما كان مفيدا في تحديد احتمالات إصابة المجتمع السكاني.
وأكّد أستاذ الطب المهني والبيئي في جامعة "ساوثمبتون"، ديفيد كوغون، أن الخريطة تحتوي على "معلومات أدق بخصوص التوزيع الجغرافي" أكثر من سابقيها , ولكنه أشار إلى بعض عيوب البحث، مثل إمكان تفاوت الفرص والتعرض لأسباب أخرى للمرض، كالتدخين والنظام الغذائي، والتي لا يشملها عامل الحرمان.
وأعلن أن "هذه العيوب التي لا يمكن تجنبها لا تُبطل تحليل البحث، لكنها تدعو إلى الحذر في تفسيره", مؤكدا ضرورة عدم تركيز الافراد على الأسباب البيئية، وأتباع نظام غذائي صحي، والمداومة على التمرينات الرياضية، وتجنب التدخين والاستهلاك المفرط للكحوليات، والمخاطرة غير الضرورية، كالقيادة المتهورة للسيارات.
بدوره، أوضح أستاذ السرطان الوبائي في جامعة كامبريدج، بول فاروه، أن الخريطة "لا تمكن الفرد من معرفة مخاطر الإصابة الفردية، ولا يجب عليهم استخدامها لتحديد الأماكن التي يعيشون فيها".
وأعلن أنه "من الخطأ" الربط بين أي من العوامل البيئية وأي من المخاطر الصحية التي وردت في الخريطة , منوهًا الى أن هذه البيانات "مفيدة للباحثين للتعرف على الافتراضات المهمة التي يجب اختبارها قبل تصميم الأبحاث.