نقص المصل المحصن ضد التايفويد
لندن ـ ماريا طبراني
يواجه السائح البريطاني الذي يخرج من بريطانيا باحثًا عن الدفء في بلاد أكثر حرارة وحيوية مشكلة كبيرة، تتمثل في صعوبة الحصول على المصل المحصن ضد مرض التايفويد، حيث حذر الأطباء من خطورة سفر البريطانيين إلى المناطق الدافئة دون تحصين. ورغم أن هذا المصل يُعطى مجانًا لمن يريد في المستشفيات العامة في
بريطانيا، إلا أن 88% من الصيادلة أكدوا أن المصل لا يتوافر لديهم بكميات كافية، لتحصين الأعداد الكبيرة من المواطنين المسافرين إلى دول دافئة.
وكانت شركة "سانوفي" لصناعة الأدوية قد سحبت 16 دفعة من جرعات المصل المحصن ضد التايفويد، حيث أثبتت الفحوص المعملية أن المنتج كان ضعيفًا للغاية، وهو ما يشير إلى أن حوالي 730000 ممن تناولوا المصل ضد المرض الخطير في الفترة من كانون الثاني/يناير 2011 إلى تشرين الأول/أكتوبر 2012 لم يحصلوا سوى على حماية جزئية.
هذا، ولا يزال هناك عجز في التحصين في أي من منتجات "سانوفي باستيور"، وهو العجز الذي من الممكن أن يستمر حتى الأشهر الأولى من 2013، وفقًا للناطق باسم الشركة، في تصريحات أدلى بها لصحيفة "غارديان".
يأتي هذا العجز بالتزامن مع وقف شركة "غلاكسوسميثكلاين" إنتاج مصل تيفوريكس المضاد للتايفويد، نظرًا لانشغال الشركة ببرنامج إنتاج تطعيمات للأطفال، مما يشير إلى أن تيفوريكس لن يكون متوافرًا في الأسواق هو الآخر حتى صيف 2014.
كذلك لا يتوافر لدى صيدليات السفر في الوقت الحالي سوى مصل مضاد التايفويد فيفوتيف، الذي يُتناول عن طريق الفم، وهو النوع الذي تقل فاعليته في كثير من الأحيان، خاصةً إذا كان الشخص قد تناول مصلاً مضادًا للملاريا، أو يتناول مضادات حيوية. و يبلغ سعر الجرعة الواحدة من فيفوتيف حوالي 25 جنيهًا إسترلينيًا.
يُّذكر أن التايفويد من الأمراض الميكروبية المنتشرة في جنوب وجنوب شرق آسيا، بينما لا يزيد عدد حالات الإصابة بهذا المرض الفتاك في بريطانيا عن 350 حالة، يتم تشخيصها سنويًا، وهي حالات للمسافرين البريطانيين العائدين من الهند وباكستان وبنجلاديش. كما تأتي الإصابة نتيجةً لتناول الطعام الملوث أو المياة الملوثة أو الإقامة في أماكن رديئة الصرف الصحي.
ومن أخطر المضاعفات التي من الممكن أن تنتج عن الإصابة بالتايفويد النزيف الداخلي، وتمزق الأمعاء، وقد يؤدي إلى الوفاة، ما لم يتم تداركه وعلاجه بالمضادات الحيوية. أما عن عدد الوفيات الناتجة عن هذا المرض، فتصل إلى 200000 حالة وفاة سنويًا على مستوى العالم.