الرياض ـــ محمد الدوسري
كشفت دراسة بحثية متخصصة أجرتها شركة "إنتركويل العالمية"، الشركة الإقليمية البارزة في مجال صناعة منتجات الأسرّة الفاخرة وأثاث غرف النوم، أن 40% تقريبًا من سكان المملكة العربية السعودية يجدون صعوبة في النوم، وأنّ هؤلاء الأشخاص، ومعظمهم من النساء، دائمًا ما يجدون صعوبة في النوم ليلًا.
وأجرت هذه الدراسة شركة "يوغوف" لأبحاث السوق تحت مظلة مبادرة "للنوم أهميته" خلال شهرأب/ أغسطس الماضي، واستطلعت آراء 519 شخصًا، وهي مبادرة مجتمعية تهدف إلى تحسين جودة الحياة من خلال تثقيف المقيمين في الشرق الأوسط وتنويرهم وتشجيعهم على الممارسات الصحية وإرشادهم إلى سبل الرفاهية.
وعددت الدراسة عوامل تؤثر في جودة النوم هي، هموم الحياة اليومية، والإجهاد ودرجة حرارة غرفة النوم، والضوضاء، وجودة المرتبة، التي يعتقد الأغلبية أنها العنصر الأكثر أهمية في غرفة النوم، والأهم من ذلك هو أنّ أولئك الذين يعانون صعوبة في النوم أقرّوا بأنهم يقلقون على المعيشة بشكل عام"، وأنهم يعانون الكثير من التوتر في حياتهم.
وذكر ربع المشاركين في الدراسة أنهم ينامون أقل من 5ساعات في الليلة، وهو أحد العوامل التي يمكن أن تؤدي إلى الإصابة بالعديد من الحالات المرضية المزمنة على المدى الطويل، كارتفاع ضغط الدم، ومرض السكري، والسمنة، وأمراض القلب.
وينام المستطلعة آراؤهم في الدراسة، عمومًا، 6.7 ساعات في المتوسط خلال أيام الأسبوع، و7.7 ساعات خلال عطلة نهاية الأسبوع، كما أنّ 82 % من أولئك الذين دائمًا أو غالبًا ما يعانون مشاكل في النوم، أعلنوا أنهم يتمنون لو استطاعوا النوم بشكل أفضل في الليل.
ومع أن غالبية المشاركين 80 % اعترفوا بأنّ النوم الصحي يؤدي إلى حياة صحية، فإنّ ثلثيهم أقروا بأنّ قلة النوم تؤثر في وظائفهم اليومية.
وأكد واحد من كل ثلاثة من المشاركين أنه تعرض إلى حادث مروري أو أوشك أن يتعرض له بسبب غفوته أثناء قيادته السيارة.
وتعليقًا على نتائج الدراسة، أوضح المدير التنفيذي لـ"إنتركويل"، حسن الهزيم، أنّ طبيعة عمل الشركة، تجعلها على صلة مستمرة مع أناس لا يبحثون فقط عن شراء مرتبة أو سرير، ولكنهم يسعون إلى تحسين جودة نومهم.
وأضاف نحن مطمئنون إلى أنه يمكننا إحداث تأثير إيجابي على حياة الناس، من خلال رفع الوعي بأهمية النوم الليلي الهادئ، ومساعدتهم على إيجاد سبل لتحسين نومهم.
وأعلنت أخصائية الصحة النفسية لدى عيادة الصحة النفسية في الإمارات، الدكتورة ميلاني شلاتر، أنّ نتائج الدراسة تسلّط الضوء على الصلة بين النوم وجودة الحياة العامة التي يعيشها الشخص، مضيفةً "رغم أن غالبية المستطلعة آراؤهم اعترفوا بأنّ قلة النوم تؤثر في سير حياتهم اليومية، وأنّ عوامل مثل الإجهاد والقلق اليومي يكون لها تأثير في جودة النوم، لا يبدو أنّ الناس يدركون أنّ ثمّة مجموعة واسعة من الخيارات المتاحة لمساعدتهم".
ويمكن أن تُحدث أية تغييرات تُجرى على نمط الحياة، فرقًا كبيرًا في جودة النوم، بدءًا من تناول العشاء قبل ساعتين على الأقل من وقت النوم، وممارسة التمارين الرياضية المعتدلة، مثل السير عشرين دقيقة على الأقدام يوميًا، والتأكد من أنّ المرتبة تقدّم الدعم المناسب، وانتهاءً في خلق جو هادئ يساعد على الاسترخاء في غرفة النوم.