واشنطن ـ رولا عيسى
أكد الطبيب الأميركي ستيفن براتمان، أنَّ اضطراب تناول الطعام الصحي "Orthorexia nervosa" هو الناتج من التركيز بشكل مبالغ فيه على الأطعمة الصحية.
وأوضح براتمان أنَّه توصل إلى المصطلح الطبي عام 1997 بناء على تجربة شخصية تعرض لها في نيويورك، حيث أصيب هناك بهاجس غير صحي بتناول الطعام "السليم".
وأضاف "كل ما كنت أفكر فيه هو الغذاء واكتشفت أنّ الأمر أصبح هاجسًا، ووجدت أنَّه من الصعب بشكل رهيب تحرير نفسي من ذلك"، موضحًا "توجد الكثير من البدع الغذائية الحديثة التي تعد بتحسن الصحة من خلال إتباع مجموعات غذائية من دون سبب طبي أو حتى تفسير علمي صحيح".
وتابع "من ضمن هذه الاتجاهات، تناول الطعام نيئا باعتقاد أنَّه يساعد الجسم على التخلص من السموم وتعزيز المناعة، كما يعتمد النظام على عدم تسخين الأطعمة فوق درجة 44 مئوية حتى تبقى كل الإنزيمات في الغذاء سليمة، ولا يسمح بالجلوتين أو منتجات الألبان أو السكر".
واستطرد براتمان "هناك خط ضعيف يفصل بين الأكل الصحي بشكل طبيعي وبين اضطراب اورثوركسيا نرفوسا، ويمكن لبعض السلوكيات المضطربة الناتجة منه أن يكون لها تأثير كبير على العلاقات مع أفراد الأسرة والأصدقاء، ناهيك عن الصحة العقلية".
وأبرز أنَّ "اورثوركسيا نرفوسا" هو اضطراب في الأكل ليس معترفًا به سريريا؛ ولكن وضع الباحثون استبيانات لتشخيص الإصابة به، لافتًا إلى أنَّ الباحثين الإيطاليين عملوا على تطوير استبيان عام 2005 للدلالة على الإصابة بالمرض وتشمل الأسئلة "هل التفكير عن الطعام يصيبك بالقلق لأكثر من ثلاث ساعات في اليوم؟" .
واستأنف "لم يتم سرد الاضطراب في الرابطة الأميركية للطب النفسي والدليل الإحصائي "DSM-5" الذي يستخدمه علماء النفس والأطباء النفسيين لتشخيص الاضطرابات النفسية، ويسرد الدليل فقدان الشهية العصبي والشره المرضي العصبي واضطرابات الأكل بنهم"
ونوذَه براتمان بأنَّ بعض الأطباء يرون أنَّه ينبغي الاعتراف باضطراب تناول الطعام السليم، ويؤكدون أنَّ السلوكيات المرضية الخاصة به واضحة، بينما لا يوافق الآخرون على رأيهم حيث يرون أن الاضطراب يقل أهمية عن اضطرابات الطعام والعقلية الأخرى؛ لكن من الواضح أن هناك حاجة إلى إجراء المزيد من الأبحاث.