واشنطن ـ يوسف مكي
يعتقد كثيرون أنّ معسّل الأرجيلة يحتوي على الفواكه والسكَّر أو العسل، وبأنه غير مضرّ بالصحَّة، إلا أنَّ هذه الخلطة تحتوي على التبغ بكل ما تحتويه هذه الكلمة من معنى، وعلى دبس السكّر مولاس السائل الذي يتبقى بعد تكرير السكر ومنكهات ومواد الحافظة. كما قام الباحثون بفحص الدخان الصادر عن النرجيلة، وتبين أنه يحتوي على كميات كبيرة من القطران، النيكوتين والمعادن الثقيلة، كما نفى الباحثون ما يعتقده البعض من أن مرور هذا الدخان من خلال الماء قد يخفف من الشعور بالحرقة، وأن ذلك يبطل مفعول الموادّ الضارّة وعملية امتصاص الجسم لها، والتي تبدأ في الفم. الأرجيلة ناقلة للأمراض الْمُعْدِيَة: أكَّد الباحثون أنّ للجوّ العامّ الذي يرافق تدخين الأرجيلة كما أن استخدام أكثر من شخص للأرجيلة وانتقالها من فم شخص إلى فم آخر، قد يشكل خطرًا على صحة شاربها وعلى صحة الآخرين، خاصة أن المقاهي التي تقدم الأرجيلة نادرًا ما تقوم بتبديل بربيش الأرجيلة ويظل يستخدم لفترة قد تزيد عن أسبوع، بالإضافة إلى أن البرابيش لا تعقم ولا تنظف مما يجعلها بيئة مثالية لنمو العفن والبكتيريا، وقد يلاحظ ذلك من يستخدمها لأول مرة، إلا أن مدخني الأرجيلة لا ينتبهون لذلك لأن رائحة المعسّل تطغى عليها فلا يوليها أي اهتمام مع أنها قد تكون مصدرًا لكثير من الأمراض الْمُعْدِيَة، مما يعني أن هناك مجالًا لانتقال الأمراض المعدية عن طريق اللعاب، بداية من الرشح والأنفلونزا والأمراض التنفسية الفيروسية الأخرى كأنفلونزا الطيور والخنازير ، ومرورًا بمرض القوباء الجنسي. وحسب دراسة أجراها باحثون من جامعة كاليفورنيا، فإن النرجيلة تحتوي على مركب البنزين السام، الذي يؤدي إلى نشوء أحد أنواع الأورام السرطانية الشهيرة باللوكيميا، ذلك لأنّ المقدار الكليّ لغاز أول أوكسيد الكربون الموجود في أنفاس مدخني النرجيلة خلال يوم واحد، كان يفوق ما تم رصده عند مدخني السَّجائر بمرتين ونصف، كما أنّ التعرض العالي لغاز أول أوكسيد الكربون، قد يزيد من خطر حدوث الأزمة القلبية والسكتة والوفاة المفاجئة عند المصابين بأمراض القلب والشرايين، ومن يعانون من أمراض في الرئة، وخلص الباحثون أن مضاعفات النرجيلة على الصحة لا تقل بأي حال عن تأثير دخان السَّجائر. تدخين النرجيلة عند الحامل: وبيّنت دراسة علمية أنّ تدخين الحامل للنرجيلة له تأثير سلبيّ على المولود، لأنّه يؤدِّي إلى انخفاض وزنه ما يعرّض حياته للخطر. كما يزداد التأثير بشكل ملموس عند النساء اللواتي بدأن بتدخين النرجيلة في الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل، ويمتد إلى مرحلة ما بعد الولادة ويؤدي إلى إصابتهن بضيق في التنفس.