التهاب الدماغ

كشفت دراسة طبية جديدة أنَّ الاكتئاب ربما يكون ناتجًا عن التهاب الدماغ، ووجد الأطباء النفسيين أنَّ أدمغة المرضى الذين يعانون من نوبات اكتئاب تكون ملتهبة إلى حدٍ كبير.

ووجد الباحثون أنَّ البروتين، المعروف أنه علامة على حدوث الالتهابات، يكون موجود في أدمغة الذين يعانون من الاكتئاب بنسبة أعلى ثلاث مرات مقارنة مع الأصحاء، وأيضًا الذين يعانون من أشكال مختلفة من الضغوط يكون لديهم التهابات.

ويفسر هذا الاكتشاف أيضًا لماذا يسبب الاكتئاب أعراضًا جسدية مثل فقدان الشهية وقلة النوم، ولكنه توصل أيضًا إلى طرق جديدة لعلاج الأمراض العقلية.

فيما صرَّح أحد الباحثين في هذه الدراسة من مركز الإدمان والصحة العقلية في تورونتو في كندا، الدكتور جيفري ماير، بأنَّ هذا الاكتشاف يقدم الدليل الأكثر إقناعًا حتى الآن في أسباب الأكتئاب، مضيفًا: "هذا الاكتشاف ربما يقدم علاجات جديدة لمجموعة كبيرة من الناس الذين يعانون من الاكتئاب".

إذ يعد الاكتئاب واحدًا من الأشكال الأكثر شيوعًا للمرض العقلي، ويصيب نحو واحد من كل خمسة بالغين في المملكة المتحدة في مرحلة ما من حياتهم، وهذا يعني أنَّ نحو 14 مليون شخصًا في الولايات المتحدة يعانون من الاكتئاب.

كما أجرى الدكتور ماير وزملائه، مسح لدماغ 20 مريضًا يعانون من الاكتئاب و20 مشاركًا آخرين بصحة جيدة، باستخدام تقنية التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني.

أظهر المسح التهابًا حادًا في أدمغة الناس الذين يعانون من الاكتئاب، وكان الالتهاب أشد بين المشاركين المصابين باكتئاب شديد، فيما يعتقد الباحثون أنَّ هذا الالتهاب قد يؤثر على نشاط الخلايا العصبية في الدماغ.

وعلى الرغم من أنَّ الباحثين لم يتمكنوا من التحديد سواء كان الالتهابات السبب المباشر للاكتئاب أو نتيجة له، إلا أنَّ دراسات أخرى أظهرت أنَّ الالتهاب مرتبط بالعديد من أعراض الاكتئاب مثل تدني الحالة المزاجية، وفقدان الشهية وعدم القدرة على النوم.

فيما يعد الالتهاب استجابة لجهاز المناعة الطبيعية للإصابة أو المرض، وغالبًا ما يستخدم الجسم الالتهاب لحماية نفسه، ولكن الكثير من هذه الالتهابات يمكن أنَّ تلحق ضررًا، ولا يستهدف العلاج الحالي للاكتئاب علاج الالتهاب.

وأكد الدكتور ماير: "الاكتئاب مرض معقد، ولكننا الآن نعتقد بأنَّ الالتهاب في الدماغ مرتبط بالتغييرات التي تحدث في حالة الشخص النفسية وهذه خطوة مهمة إلى الأمام".