موسكو ـ حسن عمارة
أوضحت روسيا إنها ستطرح في الأسواق في منتصف العام الجاري أول مستحضر طبي بيولوجي لعلاج الأورام السرطانية الانتقالية، في وقت بعثت تقنية علاجية جديدة الأمل على صعيد محاربة سرطان البنكرياس .
وأوضح نائب مدير الشركة المنتجة للمستحضر الروسي رومان ايفانوف،، "أنجزنا الاختبارات اللازمة كافة، وقد سلمنا المستحضر إلى وزارة الصحة الروسية لتسجيله" .
حسب قول ايفانوف، فهذا المستحضر يكبح نمو الأورام السرطانية، ولكنه لا يقضي عليها نهائياً، مشيراً إلى أنه يستخدم برفقة العلاج الكيميائي . وأضاف أن "المستحضر مخصص لعلاج الأورام السرطانية في الأمعاء والرئتين والكليتين والثدي، وسوف يحل محل المستحضر السويسري الغالي الثمن جداً"، مضيفاً "ستكون قيمة المستحضر الوطني أقل ب 30 - 40% من المستحضر السويسري" .
إلى جانب ذلك أظهرت دراسة جديدة أن تقنية تجريبية تسمح بإيصال العلاجات إلى الخلايا السرطانية، تفسح المجال أمام علاجات كيميائية أكثر فاعلية ضد سرطان البنكرياس في مراحله المتقدمة .
وعادة لا علاج للمرض إلا التدخل الجراحي لسحب الورم . ولكن في الحالات المتقدمة والتشخيص المتأخر للمرض لا يمكن إخضاع المريض لعملية جراحية لأن الأورام في البنكرياس تتمدد من دون أعراض وترتبط بشكل وثيق بأعضاء أخرى ما يجعل استهدافها بالكيماوي مهمة صعبة .
ومع هذه التقنية الجديدة يتم إيصال الأدوية المضادة للسرطان مباشرة إلى الأنسجة الخاصة بالورم ما يمنعها من التمدد ويسمح أيضاً بتقليص حجمها . ومن شأن هذه التقنية أن تفتح الطريق أمام تحسين كبير في معالجة الأمرض التي بالإمكان معالجتها حتى في حال التأخر في تشخيصها .
من جهة أخرى أعلنت مراجعة مدعومة من الحكومة البريطانية إنه ينبغي إنشاء صندوق عالمي للإسراع في ابتكار مضادات حيوية جديدة تشتد الحاجة إليها لمواجهة الخطر المتزايد للجراثيم المقاومة للعقاقير .
ولفتت المراجعة برئاسة الاقتصادي البارز ورئيس "مجموعة جولدمان ساكس" السابق جيم أونيل إنه يجري الآن استثمار أقل مما يلزم في الأبحاث التي يمكن أن تؤدي إلى إنتاج عقاقير جديدة لمكافحة العدوى البكتيرية والفيروسية المقاومة للأدوية .
وبين التقرير "هناك قدر كبير من الفكر الابتكاري في أبحاث الأمراض المعدية في الوقت الراهن . تحتاج هذه الأفكار النيرة إلى تطويرها"، مضيفاً "لكن نقص التمويل يعني أنه رغم أن الناس والأجهزة والمختبرات جاهزة لمواجهة التحديات المقبلة فهم غير قادرين على القيام بذلك" .
وكانت مشكلة اكتساب الجراثيم المعدية القدرة على مقاومة العقاقير سمة من سمات الطب منذ اكتشاف المضاد الحيوي الأولي "البنسلين" في عام 1928 لكنها تزايدت في السنوات الأخيرة حيث تطورت الجراثيم المقاومة للأدوية في الوقت الذي خفضت فيه شركات الأدوية الاستثمار في هذا المجال .
وقد حذرت منظمة الصحة العالمية من أنه إذا لم يتم القيام بعمل جذري فإن عصر انتهاء أثر المضادات الحيوية يمكن أن يأتي خلال هذا القرن حيث تصبح الرعاية الصحية الأساسية مهددة للحياة بسبب خطر العدوى أثناء العمليات الروتينية .
وخلص التقرير إلى أن ما يسمى المقاومة المضادة للميكروبات قد تقتل 10 ملايين شخص إضافيين سنويا وتصل تكلفتها إلى 100 تريليون دولار بحلول عام 2050 إذا لم يتم وقف الانتشار العالمي المستشري للجراثيم .