تحصين ضد الحمى القلاعية

قررت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة "فاو" تطوير قدرات الإحاطة بأحدث تقنيات التكنولوجيا المتطورة في مجال مكافحة الأوبئة الفيروسية الشديدة الخطورة، لا سيما إنفلونزا الطيور والحمى القلاعية لدى حيوانات المزرعة والحيوانات البرية.

وقد اختارت المنظمة لتلك المهمة معهد "سيب" السويسري للمعلوماتية الأحيائية، كمركز مرجعي مميز.
تعتبر المراكز المرجعية التابعة لمنظمة "فاو" ذات تميز خاص في تقديم الخبرات العلمية والتقنية في شأن القضايا المتصلة بصميم تخصصاتها.

وطرحت "فاو" حتى الآن ما يتجاوز 18 مجالاً تقنيًا، ينتظر تكثيف أنشطة التعاون العملي فيها بالشراكة مع المراكز المرجعية.

يملك معهد "سيب" أجهزة كومبيوتر عالية الأداء، وبرمجيات وقواعد بيانات ومعارف تستخدم في فحص الأمراض الحيوانية المنشأ ومراقبتها، مثل إنفلونزا الطيور على وجه التحديد، باعتبارها قادرة في بعض سلالاتها على أنَّ تنتقل إلى البشر من الحيوانات المصابة أو الناقلة.

ومن خلال العمل الوثيق مع "فاو"، استنبط خبراء المعهد السويسري أدوات لتحسين الكشف المبكر ونظم الإنذار السريع للمنع والاستجابة في حالات طوارئ الأمراض العابرة للحدود من الدواجن أو الماشية.

ذكر كبير الأخصائيين البيطريين لدى "فاو"، جوان لوبروث: "التكنولوجيا الجديدة ستساعدنا على الإحاطة بالتهديدات البيولوجية من أجل مساعدة البلدان على تحسين الوقاية والاستجابة، وفي نهاية المطاف حماية صحة الإنسان والحيوان والبيئة".

ويتخصص المعهد السويسري في مجال المعلوماتية الأحيائية، كتخصص جديد نسبيًا يوظف تكنولوجيا المعلومات عبر الكومبيوتر لدراسة البيانات البيولوجية؛ إذ يلجأ العلماء إلى المعلوماتية الأحيائية لجمع المعلومات عن جينومات "حبل المعلومات الوراثية" الجراثيم، أو المادة الوراثية العمومية في الكائنات الحية الدقيقة، مثل الفيروسات والبكتيريا والفطريات التي تسبب الأمراض في مضيفيها، ومعالجتها وتحليلها.

ويتيح التخصص مقارنة الجينوم، وفهم البنية البروتينية، وتحديد الكيفية التي تنشط من خلالها الأمراض على المستويات الجزيئية.

من شأن هذه المعلومات أنَّ تمكن العلماء من تطوير عقاقير جديدة وعلاج مستهدف، فضلاً عن تحسين فعالية الأدوية المتوافرة.

صمَّمت منظمة "فاو"، بالتعاون مع المعهد السويسري المتخصص، دورات للتعلم الإلكتروني عبر شبكة الإنترنت في مجال المعلوماتية الأحيائية المستجد، والتعمق في فهم مسببات الأمراض الفيروسية على نحو يمكن أنَّ يساعد فنيي المختبرات والأطباء والبيطريين والباحثين في كل أنحاء العالم، في تحسين أدائهم العملي وتوسيع الاعتماد على هذا التخصص الناشئ.

وتغذي قواعد بيانات المعهد السويسري البيانات في نظام منظمة "فاو" لمعلومات الأمراض الحيوانية الشامل (EMPRES-i)، وهو تطبيق شبكي يدعم النفاذ إلى الخدمات البيطرية حول معلومات الأمراض إقليميًا وعالميًا.

وتتيح قاعدة بيانات المعهد المرتبطة بالفعل بنظام معلومات الأمراض الحيوانية الشامل، موارد معلومات شاملة حول فيروسات إنفلونزا الطيور والحمى القلاعية على التوالي عبر قاعدتي معلومات "OpenFlu" و"OpenFMD" المفتوحتي الطرف، للإضافة إليهما من قِبل العلماء والمتخصصين حول الكائنات الفيروسية والأبعاد الوبائية للمرضين.

يتوقع أنَّ يساعد ذلك العلماء لدى البلدان النامية، في المساهمة مباشرة في قاعدة المعارف العالمية حول هذه الأمراض وتقويم مدى الأخطار الحقيقية التي تتعرض لها بلدانهم.

كما تشمل المبادرات المستقبلية المشتركة وحدات معلوماتية حول الموارد الوراثية لمرض "حمى الوادي المتصدع"، وهو مرض فيروسي من الممكن أنَّ يصبح مدمرًا لقطعان الماشية، ويمكن أنَّ يكون أيضًا معديًا للبشر، إلى جانب مرضي طاعون المجترات الصغيرة، وحمى الخنازير الأفريقية.