واشنطن ـ رولا عيسى
ينصح الأطباء عادة بإنقاص الوزن للتغلب على معاناة هشاشة العظام، وقد يصل الأمر إلى استبدال المفاصل في الحالات القصوى، دون وجود خيارات أفضل. لكن العلماء توصلوا إلى اختبار مزيج من الخلايا الجذعية يمكنها مواجهة الألم.
تبدأ هشاشة العظام بالغضروف, وهو مادة مرنة قوية توجد في المفاصل وتسمح بانزلاق العظام فوق بعضها البعض والتحرك بسهولة.
ويمكن, في كثير من الأحيان, أن يكون هناك إصابة طفيفة وهذا هو السبب الأولي، ولكن الغضروف لا يلتئم بشكل جيد وبالتالي فإن الحالة تسوء في النهاية.
وتسمى خلايا الغضروف، منذ 1990, أيضًا بالغضروفية، وقد تستخدم لإصلاح مناطق صغيرة من المصابة بالضرر, ويمكن أن تكون مأخوذة من منطقة واحدة ويجرى زراعتها في مكان آخر, وهناك خيار آخر لزراعة الخلايا في المختبر وإعادة إدخالها إلى الركبة, ولكن هذه المعالجات ليست مناسبة للحالات المتقدمة من هشاشة العظام.
وبدأ العلماء في إختبار الخلايا الجذعية، وهي الخلايا الرئيسية التي تنمو في الأنسجة الأخرى لمعرفة ما اذا كان يمكن تجديد الغضاريف التالفة أم لا.
وأجريت الاختبارات على نحو 100 شخص يعانون من وجود علامات مبكرة من هشاشة العظام في الركبة، بحيث يمكن اتخاد الخلايا الجذعية وخلايا الغضروف أو مزيج من الاثنين.
وأكّد استشاري جراحة العظام الذي يساعد في البحث، في مؤسسة روبرت جونز وأغنيس هنت للعظام في مستشفى "ترست"، جيمس ريتشاردسون، "أن أحدًا لا يعرف ما إذا كان الأفضل استخدام الخلايا الجذعية، أو الغضروفية، أو الجمع بينهما".
وأضاف "الخلايا الغضروفية تعمل بشكل جيد مع غالبية المرضى، إلا أنها لا تعمل بشكل مماثل مع المساحات الكبيرة أو مناطق وجود سطحين من الغضروف.
ويوجد بعض الأدلة على أن تمشيط هذه الخلايا (الجذعية والغضاريف) هو الخيار الأفضل. إذ تملك الخلايا الجذعية قليلًا من العمل المضاد للالتهابات، وعند وضع الخلايا الغضروفية فقط يكون هناك بعض الالتهابات في كثير من الأحيان، وقد تتحول الخلايا الجذعية إلى خلايا غضروف أيضًا.
وفي تلك التجربة ستستخلص أولًا الخلايا الغضروفية من الخلايا الجذعية في الركبة والتي أخذت من نخاع العظام في الورك، تحت مخدر موضعي.
ثم يتم ترك هذه الخلايا ليزيد عددها في المختبر, وبعد أسابيع قليلة، يقوم الجراحون بفتح مفصل الركبة من الجبهة, ويتم إدراج الخلايا في مكانها حول المنطقة المتضررة, وسيقضي المريض 3 أيام في المستشفى ويمارس العلاج الطبيعي لمدة 6 أشهر.
ويعد أول من يشارك في هذه المحاولة هو روبن غريفين، الذي قام بذلك الإجراء قبل 6 أسابيع, وعانى روبن (43 عامًا) من روثين في شمال ويلز، من مشاكل في ركبته اليمنى بعد إصابته بكسر.
وأوضح روبن "فشلت في الجري لأكثر من 50 ياردة، إذ أن الركبة ستتعب وعشت معها وبذلت قصارى جهدي حتى قبل حوالي 4 سنوات وتحسنت ركبتي إلى حد ما في طريق الرياضات مما جعلني أستمتع حقًا, وحاول الجراحون تنظيف الركبة لكن ذلك لم يساعد كثيرًا, فيمكن أن أمشي ولكن لا يمكن أن أكون نشطًا كما أردت أن أكون".
عندما عُرض على روبن فرصة لخوض تلك التجربة, أبدى سعادته بالمشاركة, وصرح "كان الخيار الآخر هو أن أنتظر 10 سنوات لتبديل الركبة", وبعد العملية ظل في المستشفى لمدة ثلاثة أيام، ومشى على عكازين لمدة أسبوعين، ثم مارس العلاج الطبيعي العادي.
وأكد روبن "أعاد ذلك الأمل في أن أكون نشطًا مرة أخرى, ولا أستطيع الانتظار للتزلج أو ركوب الدراجات مرة أخرى".
وبيّن ريتشاردسون "يفشل العلاج بالخلايا أكثر من 3 مرات لكل 10 سنوات ماضية مع الذين تزيد أعمارهم عن سن الـ40, وبالنسبة للأشخاص الأكبر سنًا الذين يعانون من هذه المشكلة، يصبح استبدال الركبة الخيار الأمثل، ولكن بالنسبة لأولئك الذين تبدأ مشاكلهم في وقت مبكر من الحياة لا تعد هذه فكرة جيدة".
ويعتقد المدير الطبي لأبحاث التهاب المفاصل في المملكة المتحدة، آلان سيلمان، الذي يمول البحوث، أنها يمكن أن تكون علامة على طفرة كبيرة.
وتابع "في لحظة تعد جراحة استبدال المفاصل هي العلاج الأكثر فعالية لدينا، ولكن الناس التي تعاني من هشاشة العظام تتعامل على مدى سنوات من زيادة الألم والعجز، حتى تصل إلى النقطة التي تصبح فيها الجراحة الخيار القابل للتطبيق".
واختتم حديثه "على الرغم من أن استبدال المفاصل يمكن أن يكون ناجحا بشكل مذهل، إلا أن إيجاد حل يقوم على حقن الخلية الذي يمكن استخدامه في وقت سابق في عملية المرض سيكون انجازًا كبيرًا في الحد من الألم والعجز".