طرابلس- فاطمة سعداوي
اتفق عدد من أعضاء مجلس النواب الليبي خلال ختام اجتماعهم في القاهرة، أمس السبت، على “تشكيل لجنة للتواصل مع البعثة الأممية للإعداد لجلسة لمجلس النواب بمدينة غات (جنوب)، أو أي مدينة ليبية أخرى، بهدف العمل على مناقشة تشكيل حكومة وحدة وطنية”، فيما أعربت القيادة العامة لـ”الجيش الوطني” عن ترحيبها بالاجتماع، وتمنت أن تكلل جهود المجتمعين بتوحيد المجلس المنقسم.
ورحّب النواب الليبيون في القاهرة “بكل الجهود الدولية لوضع حل للأزمة الليبية”، لكنهم “أعلنوا رفضهم لأي تجاوزٍ لمجلس النواب، ومحاولة وضع حلولٍ تستند على معايير أخرى، كدعوة جهات وأطراف غير ذات صفة، لا يمكن أن تكون ممثلة للشعب الليبي، ولا يمكن لنتائج مثل هذا الحوار أن تكون شرعية”. في إشارة إلى انشقاق عدد من النواب الموالين لحكومة “الوفاق” في طرابلس،
وشددوا في بيانهم الختامي على ضرورة مضاعفة الجهود من أجل الوصول إلى اتفاقٍ لحل الأزمة. كما طالبوا رئاسة مجلس النواب بالتواصل مع مختلف الأطراف المحلية والدولية لتوضيح رؤية مجلس النواب، ومناقشة مختلف المبادرات والمقترحات، والعمل على حشد أكبر توافق وطني حول رؤية موحدة للحل، وصولًا لإجراء انتخابات في أقرب وقت.
وأعلن المجتمعون عن تضامن كافة أعضاء مجلس النواب مع النائب سهام سرقيوة وعائلتها، وغيرها من المختطفين والمختفين قسريًا، ومطالبة الأجهزة الأمنية بتكثيف الجهود للإفراج عنهم، ومتابعتهم عبر القانون، داعين إلى إقامة ملتقى وطني موسع للمصالحة الوطنية والعدالة الانتقالية لإعادة السلام والوئام بين جميع مكونات المجتمع الليبي.
واستهل النواب، وعددهم 90 عضوًا، بينهم 35 من المنطقة الغربية، اجتماعاتهم أمس بزيارة إلى مجلس النواب المصري، وكان في استقبالهم الوكيل الأول للمجلس السيد الشريف، ونائب رئيس البرلمان العربي اللواء سعد الدين الجمال، ورئيس لجنة الشؤون العربية بالمجلس أحمد رسلان.
وقال المتحدث باسم مجلس النواب الليبي عبد الله بليحق، أمس، إن اللقاء بدأ بكلمة ترحيب من الوكيل الأول لمجلس النواب المصري، أكد فيها على عمق العلاقات التاريخية بين البلدين والشعبين الشقيقين والدعم والتعاون المشترك بين ليبيا ومصر، “مستشهدًا بانتصارات حرب أكتوبر، التي شارك فيها أبناء ليبيا نصرة لإخوانهم في مصر”. كما أكد الشريف على موقف مجلس النواب المصري الداعم للبرلمان الليبي، ممثلًا شرعيًا للشعب الليبي، مشيرًا إلى أن “كافة إمكانات المجلس تحت تصرف الشعب الليبي ومجلس نوابه”، ومتمنيًا انتهاء الخلافات، وتوحيد صف مجلس النواب الليبي لإنهاء الأزمة الراهنة.
وعقب جلسة الترحيب انطلق اجتماع مغلق بين الوفد الليبي وأعضاء من مجلس النواب المصري لبحث عدد من القضايا، وفي مقدمتها التعاون البرلماني المشترك بين المجلسين، وتسهيل إجراءات المواطنين الليبيين، والمشاكل التي يعانيها المواطن الليبي خاصة المرضى والطلاب الليبيين في مصر، كما تم بحث الأوضاع في ليبيا بشكل عام.
وأصدر النواب بيانًا ختاميًا، في وقت متأخر من مساء أمس، أكدوا فيه على وحدة التراب الليبي، ودعمهم للعملية العسكرية التي يشنها “الجيش الوطني” على العاصمة طرابلس، كما اتفقوا على اجتماع موحد يدعى إليه جميع أعضاء مجلس النواب، على أن يعقد في أي مدينة ليبية يتم الاتفاق عليها لاحقًا.
في غضون ذلك، رحبت القيادة العامة للقوات المسلحة الليبية باجتماع أعضاء مجلس النواب الليبي في مصر، وثمنت دور القاهرة “في تضامنها ووقوفها مع الشعب الليبي، وحرصها على تحقيق الاستقرار والازدهار في البلاد”. وقالت القيادة العامة للجيش في بيان أمس، إنها ترحب “بالاجتماع الثاني لأعضاء مجلس النواب الليبي في القاهرة “من أجل توحيد مجلس النواب الليبي، وتفعيل دوره باعتباره السلطة التشريعية المنتخبة من الشعب الليبي والممثل الشرعي الوحيد له”. كما أعربت القيادة العامة عن أملها في أن “تكلل هذه المساعي بالنجاح على النحو الذي يحقق الهدف المرجو من هذه الاجتماعات المتعاقبة”.
قد يهمك ايضا
الاتفاق على إقامة أول نقطة مراقبة مشتركة في الحديدة وسط تحذيرات من الحوثيين