الرئيس الفرنسي إمانويل ماكرون

نجحت مؤسسة "فرنسا" للأعمال الخيرية في جمع مليونين وربع المليون يورو (2.25) من 22 ألف متبرع لمساعدة لبنان منذ إطلاقها نداء للتضامن مع هذا البلد في 5 أغسطس/ آب غداة انفجار مرفأ بيروت، وخلف هذا الحادث الكارثي حينها قرابة 190 قتيلا وأكثر من 6 آلاف جريح و300 ألف مواطن دون مأوى.
وقالت كارين مو، مسؤولة قسم الطوارئ في هذه المؤسسة الفرنسية، إن تقديم المساعدة سيتم عبر توزيع بطاقات ائتمان للمحتاجين وإعادة بناء أو تجديد المساكن، بالإضافة إلى توفير دعم للتجار وعدد من المؤسسات معبرة عن تأثرها ومؤسستها "العميق لتضامن الفرنسيين" مع لبنان، لاسيما أن عملية جمع التبرعات تمت في شهر أغسطس الذي ينشغل فيه الناس عادة بقضاء العطلة الصيفية دون غيرها، فضلا عن كون "كرم أكثر من 22 ألف متبرع خاص"، على حد قولها، يأتي في ظل فترة غموض ومخاوف من الآثار السلبية الاقتصادية لوباء كورونا المستجد.
ودعت كارين مو إلى استمرار هذه الوثبة التضامنية وتقديم التبرعات من أجل لبنان مذكرة بالروابط القوية التاريخية والسياسية والثقافية التي تربط فرنسا مع هذا البلد العربي. وأوضحت أن مؤسسة "فرنسا" باشرت العمل لتغطية الحاجات "الأكثر استعجالا" في المنطقة المنكوبة في بيروت مع توخي عدم تداخل مساعيها مع نشاط منظمات غير حكومية في عين المكان على غرار "أطباء بلا حدود" أو "أطباء العالم" على حد قولها. وأضافت بأن مؤسستها، بسبب تفشي الفساد في لبنان، حذرة في انتقاء الهياكل اللبنانية الشريكة في تنفيذ برامجها.
وسوف تتم المساعي العاجلة للمؤسسة عبر 3 محاور هي: تقديم بطاقات ائتمان للمحتاجين في 3 أحياء من بيروت، وإعادة تهيئة مساكن لـ: 500 عائلة في حي "النبعة" ومقرات جمعية و3 مكتبات عامة في الباشورة والجعيتاوي، بالإَضافة برنامج خاص بدعم التجار ومؤسسات صغيرة ومتوسطة، من بينها حوالي 30 مؤسسة سياحية، كمسعى إنعاشي للاقتصاد المحلي.
تتزامن هذه الالتفاتة الخيرية الفرنسية إلى لبنان مع زيارة الرئيس الفرنسي إمانويل ماكرون الاولى والثانية لهذا البلد التي وعد خلالهما بالمساعدة لتجاوز الأزمة الاقتصادية والصحية ونكبة انفجار المرفأ بشرط مكافحة الفساد وتنفيذ إصلاحات.