شهدت مدينة القدس والضفة المحتلتين، مواجهات عنيفة بين الشبان الفلسطينيين وقوات الاحتلال الإسرائيلي في ظل تسارع الأحداث واستشهاد فلسطينيين، وتزايد العمليات ضد الاحتلال تنوعت بين طعن ودهس.
وأفادت مصادر إعلامية من مدينة القدس، بأن المواجهات اشتعلت مجددًا مع قوات الاحتلال في أحياء القدس وهي (شعفاط، والعيسوية، وسلوان، وشارع المصرارة)، بالإضافة إلى جميع المناطق المحيطة نتيجة الأحداث المتسارعة. وأغلقت قوات الاحتلال طرق عدة في القدس المحتلة بالكامل، إضافة إلى الحواجز العسكرية في جميع أنحاء المدينة، مع تعزيز حشود عسكرية "إسرائيلية" في مناطق المواجهات.

وقررت إسرائيل تعطيل الدراسة الخميس في المدارس اليهودية فوق الإبتدائية في القدس، وطالبت البلدية ولجنة أولياء أمور الطلاب في مدارس القدس الحكومة بتمديد دوام حرّاس المدارس ليوازي الدوام المدرسي بالكامل بسبب تدهور الأوضاع الأمنية، كما يطال الإضراب بعض المدارس الإبتدائية شرق القدس كونها تخلو من أي حراسة، كما تعطّل اليوم الدراسي في مدينة أشكلون على خلفية مماثلة.

 وأفادت مصادر محلية، بأنه أصيب 3 مواطنين بالرصاص الحي المطاطي خلال مواجهات عند مستوطنة "غفون حدشاه" شمال غرب القدس، مشيرة إلى أنه تجددت في هذه اللحظة المواجهات بين الفلسطينيين والمستوطنين في شارع المصرارة في القدس المحتلة.
وقال موقع 0404 العبري إن حافلة للمستوطنين تعرضت لإلقاء زجاجات حارقة، قرب مدينة الناصرة في الداخل المحتل، واندلعت مواجهات بين الشبان الفلسطينيين وقوات الاحتلال في بيت لحم.

 وذكرت مصادر محلية أن الاحتلال أطلق قنابل ضوئية فوق بلدة تقوع شرق بيت لحم بعد انتشار مكثف لجنود الاحتلال عند المدخل الغربي للبلدة، وفي الخليل، أصيب عدد من المواطنين بحالات اختناق بالغاز المسيل للدموع، خلال مواجهات اندلعت مع قوات الاحتلال في جبل الرحمة في المدينة، واعتقال مواطن في منطقة رأس الجورة.

واندلعت مواجهات بين الشبان وجنود الاحتلال في جبل الرحمة في الخليل، أطلقت خلالها قوات الاحتلال قنابل الصوت والغاز المسيل للدموع والرصاص المعدني المغلف بالمطاط صوب الشبان ومنازل المواطنين، ما أدى إلى إصابة عدد منهم بحالات اختناق وإغماء، جرى علاجهم ميدانيًا.
وأفادت مصادر محلية، بأن العشرات من جنود الاحتلال اقتحموا منازل المواطنين في جبل الرحمة واعتلوا أسطحها واحتجزوا قاطنيها في غرف مغلقة. واستهدف الجنود منازل أخرى في المنطقة بإطلاق قنابل الصوت والغاز، خاصة صوب الغرف التي تضاء فيها الأنوار، ما تسبّب في حالة من الرعب لدى الأطفال.

واعتقلت قوات الاحتلال شابًا من عائلة أبو منشار خلال مواجهات مع جنود الاحتلال في منطقة رأس الجورة وعلى جسر حلحول مدخل المدينة الشمالي. يذكر أن المواجهات اندلعت في منطقة جبل الرحمة، عقب مهاجمة مستوطنين مسلحين بحماية جنود الاحتلال لمنازل المواطنين في شارع الشهداء، ومنطقة الكرنتينا، وتل الرميدة، بالتزامن مع هجوم المستوطنين.

وفي مدينة قلقيلية، أصيب عشرات المواطنين بالاختناق بالغاز المسيل للدموع، في المواجهات المستمرة على المدخل الجنوبي المغلق للمدينة. وأفادت مصادر محلية، بأن مواجهات اندلعت بين قوات الاحتلال والشبان على الحاجز الجنوبي للمدينة، وأطلق جنود الاحتلال قنابل الغاز المسيل للدموع بكثافة تجاه المواطنين والمنازل القريبة. وأوضح مركز الإسعاف والطوارئ التابع لجمعية الهلال الأحمر عن إصابة ما لا يقل عن 80 مواطنًا بالاختناق بالغاز المسيل للدموع، في المواجهات التي ما زالت مستمرة حتى إعداد الخبر ويشار إلى أن الهلال الأحمر الفلسطيني، قال إن 288 إصابة وقعت في مواجهات الأربعاء مع قوات الاحتلال في الضفة والقدس المحتلتين.
وأفادت مصادر إعلامية إسرائيلية بأن رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أعطى أوامره بمنع الوزراء وأعضاء الكنيست اليهود من الدخول إلى المسجد الأقصى إلى إشعار آخر.

وجاء قرار نتنياهو هذا بعد تقرير وصله من المجلس الأمني القومي الإسرائيلي، الذي طالب بمنع الزيارات، بغية التخفيف من حدة العنف والمواجهات في الضفة الغربية.وقد تمّ نقل هذا التقرير إلى قيادة الشرطة الإسرائيلية العامة لتنفيذها.
كما أعطى نتنياهو أوامر للقادة العسكريين والأمنيين بالرد بحزم على المظاهرات واعتقال الفلسطينيين المتواجدين في إسرائيل بدون تصاريح، وجاء ذلك خلال اجتماع عقده نتنياهو الليلة مع قادة الجيش والأمن الإسرائيلي.