مؤسس تيار "الديمقراطية والانفتاح" المغربي أحمد الزايدي
الرباط ـ رضوان مبشور
قال مؤسس تيار "الديمقراطية والانفتاح" داخل حزب "الاتحاد الاشتراكي" المغربي أحمد الزايدي، أن تياره يختلف مع توجهات قيادة الحزب، وبخاصة ما يتعلق بانسحاب حزب "الاستقلال" من الحكومة، وإدماج كل من حزبي "الاتحاد العمالي" و "الحزب الاشتراكي" إلى العائلة الاشتراكية تحت مسمى
"الاتحاد الاشتراكي"، واعتبرهم خصوما سياسية، بخاصة أنهم قدموا من تيار G8 الذي أسسه كل من فؤاد عالي الهمة وصلاح الدين مزوار، الذين يختلف معها الحزب سياسيا وإيديولوجيا.
وعلم "العرب اليوم" أن تيار الزايدي داخل "الاتحاد الاشتراكي" الذي تأسس مباشرة بعد انعقاد المؤتمر الأخير للحزب الذي عرف انتخاب إدريس لشكر كاتبا أولا له وجه رسائل إلكترونية إلى جميع المنخرطين في التيار، تدعوهم فيها إلى الانتقال إلى مرحلة جديدة من الهيكلة الداخلية على المستوى الوطني والمحلي.
وأضافت نفس المصادر، أن الرسالة تدعو أنصار الحركة التصحيحية إلى عقد اجتماعات عاجلة، وانتخاب منسقين وطنيين يمثلون التيار في الاجتماعات الوطنية، تسهيلا لعمل التيار وضبطا لاتصالاته الداخلية، كما طلبت الرسالة من أنصار الزايدي انتخاب منسق إقليمي لفئة الشباب، ومنسقة إقليمية للنساء، حتى تكون جميع الفئات ممثلة.
وقال الزايدي أن التيار الذي يقوده يرفض جملة وتفصلا الطريقة التي تعامل معها حزب "الاتحاد الاشتراكي" للأزمة السياسية الحالية التي يعرفها الائتلاف الحاكم، بعد تهديد "الاستقلال" بالانسحاب، وأضاف أن التيار الذي يقوده يمتلك موقفا مخالفا، حيث ينسجم مع الظرفية السياسية والاقتصادية التي تخدم المصلحة العليا للوطن، بعيدا عن المزايدات السياسية والحزبية الضيقة.
وانتقد الزايدي بشدة اندماج كل من حزبي "العمالي" و "الاشتراكي" مع حزب "الاتحاد الاشتراكي"، حيث قال الزايدي أن "أي عودة لأي اتحادي سابق إلى الحزب الأم، يثلج الصدر ويفرح المناضلين، لكنه لا يعفي من البحث عن أسباب المغادرة، كما عن أسباب العودة".
وأضاف مصدر آخر لـ"العرب اليوم" من التيار المحسوب على أحمد الزايدي، أن "بعد مرحلة التصعيد التي يخوضها تيار "الديمقراطية والانفتاح"، تبقى كل الاحتمالات ممكنة، بما فيها إمكانية الانشقاق وتأسيس حزب جديد بنفس المرجعية الاشتراكية واليسارية، لكن بتوجهات وفلسفة مغايرة تنسجم والقراءة السياسية التي تخدم الوطن في هذا الظرف الحساس، كما لا يقفز على المكتسبات الدستورية التي حققها المغرب".
وبخصوص دره على انتقادات تيار أحمد الزايدي وإمكانية انشقاقه عن "الاتحاد الاشتراكي"، قال إدريس لشكر الكاتب الأول لحزب "الاتحاد الإشتراكي" في تصريح لـ"العرب اليوم" أن "ما يتعلق بوجود تيار من عدمه داخل الاتحاد، المسؤول عن تأكيده هي الأجهزة التقريرية للحزب"، مشيرا أنه "لحد الساعة لم يصدر عن المؤتمر ولا عن اللجنة الإدارية التي انعقدت مرتين أي قرار بهذا الشأن"، مؤكدا أن "الاتحاد منفتح على كل الاقتراحات".
وتجدر الإشارة إلى أن أحمد الزايدي وأنصاره، رفضوا الأربعاء الماضي حضور الندوة الصحفية التي نظمتها قيادة "الاتحاد الاشتراكي" لإعلان اندماج حزبي "العمالي" و "الاشتراكي" مع الحزب، رغم أنه لم يبدي رفضه لفكرة انضمام الحزبين للعائلة الاشتراكية. وكان أحمد الزايدي قد انتقد بشدة منذ المؤتمر الأخير للحزب الطريقة التي تم بها اختيار إدريس لشكر كاتبا أولا للحزب، حيث اتهم الداخلية وبعض الأجهزة النافدة بالدولة بدعمه في الانتخابات، واختار رفقة مجموعة من أنصاره التكتل داخل تيار أطلق عليه "الديمقراطية والانفتاح". فهل هي بوادر تأسيس حزب جديد يخرج من رحم "الاتحاد الاشتراكي"، بخاصة أن تيار أحمد الزايدي يضم جل برلماني الحزب ؟