دبي - العرب اليوم
يتمتع الأطفال من ذوي اضطراب طيف التوحد بالكثير من الصفات والمواهب المتميزة التي تجعلهم أشخاصاً فاعلين في مجتمعنا، وخاصة أنهم يتمتعون بذكاء كبير، وقدرة على الحفظـ والتركيز، تجعل استفادتهم من البرامج التأهيلية التي تقدم لهم، كبيرة ومهمة، وانطلاقاً من ذلك أطلقت وزارة تنمية المجتمع هاشتاق: #مبدع_نفتخر_به الذي يستمر حتى نهاية شهر أبريل لإبراز إمكاناتهم وقدراتهم التي تعكسها الإنجازات التي يحققونها، فضلاً عن الاحتفاء بالعديد من الأنشطة التي تلقي الضوء على اضطراب طيف التوحد ومصابيه.
نموذج
ويعد الطفل محمد فهد الفورة من مركز أم القيوين للتوحد، واحداً من النماذج البارزة التي تغلبت على واقعها لتنطلق إلى آفاق أرحب من التميز، حيث يبلغ من العمر 12 عاماً، ويملك موهبة رائعة في العزف على آلة الأورغ، حيث اكتشف المتخصصون بالمركز أن لديه أذناً موسيقية، يتذوق بها المعزوفات ليعزفها بإتقان كبير، فضلاً عن حبه للنغمات الموسيقية، وقربه من آلة الأورغ التي أصبح قادراً على استخدامها بعد التدريب، وأن لديه حساً موسيقياً مرهفاً، وقدرة عالية على تمييز الأصوات والنغمات الموسيقية.
اكتشاف
من جهتها قالت منى الراشد والدة محمد، إنها اكتشفت أن طفلها من ذوي اضطراب طيف التوحد عندما كان عمره عاماً ونصفاً، حيث لاحظت عدم استجابته لأي فعل من جهتها، ما جعلها تتوجه لأكثر من طبيب ومركز، الذين أجمعوا أنه من ذوي التوحد، من الفئة المتوسطة، وإنها بعد هذه الفترة، بدأت تتعرف أكثر على أعراضه وكيفية مواجهته وأنواع التأهيل الذي يحتاجه ابنها، حتى إنها وانطلاقاً من شغفها تواصلت مع متخصصين كثر في أكثر من دولة، للتأكد من أن طفلها يسير بالطريق الصحيح نحو تأهيله.
وتابعت إنها انتقلت خلال فترة تأهيله بين أكثر من مركز متخصص، حتى استقر به الحال في مركز أم القيوين للتوحد، ووجدت أنه يضاهي أفضل المراكز العالمية من حيث أجهزته وبرامجه التأهيلية، فضلاً عن متخصصيه الذين يحرصون على متابعة حالات الأطفال بشكل حثيث، واكتشاف قدراتهم وتطويرها بما ينعكس إيجاباً على شخصياتهم.
تطوير
ولفتت إلى أن المركز يعمل على تطوير إمكانات وقدرات الطلبة، وخاصة أن تقييم الحالات يختلف من شخص لآخر، وأنه على وجه الخصوص، فإن طفلها محمد يتمتع باستجابة علاجية وتأهيلية كبيرة، انعكست على مستواه المتميز في أكثر من مجال، ومن بينها الأنشطة الرياضية وحفظ القرآن الكريم بشكل لافت حيث يتم ترشيحه لدخول أكثر من مسابقة.
وذكرت أن جل همها حالياً، هو تعزيز تواصل محمد مع مجتمعه ومحيطه، وتعديل سلوكياته الحياتية، التي تجعله قادراً على التواصل مع الآخرين بشكل جيد، فيما تنتظر الفرصة المناسبة لكي تبدأ مرحلة دمجه في التعليم العام خلال الفترة المقبلة، وأنها راضية جداً عن تطور مستواه مع تقدمه في الحصول على البرامج التأهيلية في مركز أم القيوين للتوحد.
وقد يهمك أيضاً :
"هيئة المعرفة" الإماراتية تُؤكّد أنّ 18 مدرسة خاصّة أحرزت تقدّمًا في الأداء
برنامج"فواصل"للوقاية من التدخين والمخدرات في المدارس الفلسطينية