الرباط - العرب اليوم
وصلت الحاجة السبعينية فطّوم اليوسفي، إلى مركز الامتحانات بثانوية المجاهدين للتعليم الأصيل بمدينة طنجة المغربية، لاجتياز امتحانات الثانوية العامة، وهي عازمة على تحقيق أملها بالحصول على الشهادة العلمية، بما يتيح لها دخول الجامعة لدراسة العلوم الشرعية.
انتقلت الحاجة فطوم، المولودة في العام 1947، من مسقط رأسها في أصيلة إلى طنجة، حيث قطعت 48 كلم ولا شيء يشغل تفكيرها سوى النجاح. أخذت فطوم مكانها في مركز الامتحان بين طلبة في سن أحفادها، وأخذت في تحرير الإجابات، لتنال إعجاب ودهشة الجميع.
وأكّد مدير ثانوية المجاهدين للتعليم الأصيل، المدني القطني، أن خوض السيدة السبعينية الامتحان الوطني يمثل أكثر من رمزية، منها أنّ طلب العلم لا يقف عند سنّ بعينه، وأن الطموح لا يقف عند حد، فضلاً عن مدلول آخر مهم، وهو أنّ فطوم تخوض الامتحان في مدرسة كانت مقر عمل زوجها الراحل الخليل ألوات الذي اشتغل مدرّساً بها سنوات عدة.
وتقول الحاجّة فطوم، إن الفراغ الذي تعيشه بعد وفاة زوجها هو الذي دفعها إلى التفكير في هذه الخطوة،ما دعاها إلى تسجيل نفسها في ثانوية المجاهدين منذ بداية الموسم الدراسي، لتكون مثالاً للانضباط في حضور الحصص التي يشرف عليها عدد من أساتذة المؤسسة، مشيرة إلى أنها لقيت دعماً وتشجيعاً من طرف المدير الإقليمي للتعليم، لدى إيداعها ملف الترشح لاجتياز البكالوريوس.
وأضافت أنها استعدت جيداً للامتحان، وأعطت مجالاً واسعاً من اهتماماتها اليومية خلال الأشهر الماضية لمذاكرة دروسها، كما تأكدت من قدرتها على استيعاب المقرر الدراسي، ما يمكّنها من النجاح الذي سيفتح أمامها أبواب التعليم العالي، ويؤهلها لاحقاً للتدريس في المساجد ومؤسسات التعليم الأصيل الذي يعتبر تعليماً نظامياً وعمومياً، ويتسم بالاعتماد على المواد الإسلامية واللغة العربية مع تطويره في اتجاه العصرنة عن طريق إدخال اللغات الأجنبية، هو يهدف بالأساس إلى المحافظة على الهوية المغربية وحماية القيم الأخلاقية والمعنوية للمجتمع المغربي.
وتؤكد الحاجّة فطوم أن وجودها في قاعة الامتحان لفت إليها أنظار زملائها من الطلبة الذين تبادلوا معها أطراف الحديث، وأعربوا لها عن إعجابهم بتصميمها على النجاح وهي في الثانية والسبعين من عمرها.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
"التعليم" المصرية تكشف استعداداتها لامتحانات الثانوية العامة
النفايات الصلبة لبحر طنجة تثير استنكار الساكنة وجمعيات البيئة