يلقى شرب الشاي إقبالا متزايدا في أوروبا التي لطالما شكلت فيها القهوة المشروب غير الكحولي المفضل، الأمر الذي تفطنت إليه شركات عالمية مثل نستله وستارباكس لتحتدم المنافسة في ابتكار خلطات شاي متنوعة وصنع آلات خاصة لطهيه. لم يعد الشاي المشروب المفضل لدى الصينيين واليابانيين والعرب فقط، فعندما تنخفض درجات الحرارة فإن حتى أولئك الذين أدمنوا شرب القهوة يلجئون أحيانا إلى تناول كوب من الشاي بين الحين والآخر. وفي يوم من أيام الشتاء الباردة يكون أفضل شيء يفعله المرء للشعور بالدفء هو أن يشرب كوبا من شاي الزنجبيل بالليمون أو حتى كوبا من الشاي الأسود الكلاسيكي. وفي ألمانيا، التي تعد فيها القهوة المشروب غير الكحولي المفضل، فإن كل مواطن يشرب في المعدل سنويا 26 لترا من الشاي الأسود والأخضر، وضعف تلك الكمية من شاي الفواكه وشاي الأعشاب. ويبدو أن الإقبال على شرب الشاي في تزايد شكل كبير. أما على الصعيد العالمي، فإن الشاي يعد إلى حد بعيد المشروب الأول المفضل في العالم بعد الماء. ولهذا فإنه ليس من المستغرب أن تحرص الشركات متعددة الجنسيات مثل شركة نستله وستاربكس على الاستثمار في هذا المجال. وقد توقع هوارد شولتز، الرئيس التنفيذي لشركة ستاربكس، في شهر تشرين ثان/ نوفمبر الماضي بعد الإعلان عن صفقة الاستحواذ على "تيفانا" المتخصصة في متاجر بيع الشاي بالتجزئة بمبلغ 620 مليون دولار أن "تحتل تجارة الشاي قمة الأعمال التي تشهد نموا مطردا وسريعا"، إذ يبلغ حجم تجارة الشاي العالمية ما قيمته 40 مليار دولار في السنة. وتعد صفقة استحواذ ستاربكس على " تيفانا" هي الأكبر في تاريخ الشركة التي تتخذ من سياتل بالولايات المتحدة مقرا لها. وجاء في بيان للشركة: "نعتقد أنه يمكننا أن نفعل مع الشاي نفس الذي فعلناه مع القهوة". وتعمل ستاربكس حاليا بالفعل على توسيع نطاق عملها الأساسي من خلال محاولة جذب عملاء وزبائن جدد بإدخال مشروبات مثل الشاي وعصائر الفاكهة وكذلك الكعك وغيرها من الحلويات.