قد يتمكن العلماء بكل موضوعية من قياس القلق والاكتئاب والغضب أو غيرها من الحالات الانفعالية باستخدام الأشعة المقطعية للمخ، حسبما أظهرت دراسة نُشرت نتائجها في مجلة ((نيوإنجلاند جورنال أوف ميديسين)) الطبية الأمريكية . فقد قال توم واجر من جامعة ((كولورادو بولدر))، وهو كبير معدي هذه الدراسة، إنه "لا يوجد حتى وقتنا هذا وسيلة مقبولة إكلينيكا لقياس الألم وغيرها من الإنفعالات سوى أن نسأل الشخص عما يشعر به". واستخدم فريق واجر تقنيات كشف بيانات الملغم بالكمبيوتر لمسح صور 114 من الأمخاخ التقطت عندما تعريضها لمستويات مضاعفة من الحرارة تتراوح بين دفء لطيف إلى سخونة مؤلمة. وبمساعدة الكمبيوتر، حدد الباحثون إشارة عصبية مميزة للمخ تظهر عند الألم وتبين لهم أن الإشارة قابلة للانتقال عبر أناس مختلفين، ما يتيح لهم إمكانية التنبؤ بحجم الألم الذي يشعر به شخص ما، وذلك بدرجة دقة تتراوح بين 90 و 100 في المائة. كما كانت بمثابة مفاجئة بالنسبة لهم أن يكتشفوا أن الإشارة تكون محددة عند حدوث ألم جسدي. وفي النهاية، أجروا تجارب لمعرفة ما إذا كان يمكن كشف هذه الإشارة العصبية عند استخدام المسكنات لتخفيف الألم . وأظهرت النتائج أن الإشارة سجلت تراجعا في المخ مع استخدام المسكنات. ورغم أن نتائج الدراسة لا تتيح للأطباء حتى الآن إمكانية تحديد حجم الألم الجسدي، إلا أنها ترسي أساسا لعمل مستقبلي. وذكر واجر "أظن أن هناك العديد من الطرق لمواصلة هذه الدراسة، ونحن الآن بصدد اختبار الأنماط التي قمنا بتطويرها للتنبؤ بالألم عبر ظروف مختلفة". وقال واجر "ونحن نتطلع أيضا الآن إلى استخدام نفس هذه التقنيات لتطوير وسائل لقياس الألم المزمن".