ينتشر في آسيا منذ زمن بعيد نوع من الطب البديل يُسمى «الأيورفيدا». ويُعد هذا الطب الهندي، الذي يعني «علم الحياة المديدة والصحية»، أكثر من مجرد وسيلة للحفاظ على الصحة والجمال، إنما سبيل الإنسان لتحقيق التوازن الداخلي. وأوضح أناندا كوبرا، رئيس قسم طب الأيورفيدا بمستشفى«هابيشتسفالد» بمدينة كاسل الألمانية، أن فلسفة «الأيورفيدا» ترتكز على نظرية «العناصر الخمسة العظمى»،  وهي التراب والماء والنار والهواء والأثير، وهي العناصر المكونة للكون، بما فيه جسم الإنسان. وتؤكد «الأيورفيدا» على أهمية توازن «الأخلاط الثلاثة» التالية: «الهواء في الجو، النار في الماء، الماء في التراب»، بالنسبة لصحة الإنسان؛ فإذا حدث تناغم بين هذه العناصر التي تسيطر على الإنسان منذ نعومة أظفاره، فسيشعر بتوازن داخلي، وسيكون بإمكانه أن يحيا حياة مفعمة بالصحة والسعادة. وأوضح كوبرا أن أسباب الخضوع لعلاج «الأيورفيدا» تتشابه في الكثير من الحالات ولا تخرج عن نطاق الإصابة بالاكتئاب أو زيادة الوزن أو مشكلات الظهر أو ارتفاع ضغط الدم. وكي يُصبح الإنسان مستعداً للخضوع لعلاج الأيورفيدا بشكل حقيقي، بما يشتمل عليه من جلسات تدليك بالزيوت وعمل حمامات عشبية وتناول الأدوية المرة، يتم الاستعلام منه أولاً عن حالته الجسدية والنفسية بشكل مفصل. ويخضع أيضاً لفحص شامل للسان والعينين والجلد وضربات القلب، ويتم توجيه العديد من الأسئلة له في ما يتعلق بنظامه الغذائي ومعدل ممارسته للأنشطة الحركية وطبيعة مهنته ومعدل نومه وعاداته الحياتية الأخرى. وأضح كوبرا أن «الأيورفيدا» تشتمل على تقنيات استجمام خالصة تتضمن الخضوع لجلسات تدليك واتباع نظام غذائي نباتي مع ممارسة أحد تمارين الاسترخاء، كذلك تقنيات علاجية تُعرف باسم (البانتشاكارما)، أي «السُبل العلاجية الخمسة لتنظيف الجسم من السموم». وتعمل تقنية البانتشاكارما على تجديد نشاط الجسم وإنعاشه من خلال تناول الملينات واستخدام غسول الأنف وعمل حمامات تعرق، والخضوع لنظام حمية غذائي صارم، وكذلك تناول بعض الأدوية العشبية المرة. وأضاف كوبرا «يُعد أسلوب البانتشاكارما بمثابة جوهر طب الأيورفيدا؛ فهو يُسهم في تنظيف الجسم بعمق من الناحية الجسدية والنفسية على حد سواء»، موضحاً أن أسلوب البانتشاكارما يتضمن ممارسة تمارين التأمل والخضوع لمجموعة متنوعة للعلاج بالزيوت كتقنية صب زيت الأعشاب الفاتر على الجبين. وبمجرد الانتهاء من الإجراءات السابقة، أوضح كوبرا أنه يتم الخضوع لجلسات تدليك للجسم بأكمله بما فيه الرأس والقدمان، تلك الجلسات التي تتمتع بتأثير عميق في الجسد والذهن والروح في آنٍ معاً، قائلاً «يعمل هذا العلاج على الاسترخاء وإنعاش الجسم، ومنحه طاقة ذهنية جديدة».