كان السؤال الشائع في الماضي بسيطا: الشاي أم القهوة؟ والآن بعد تقدم علمي مهم سيصير هذا الاختيار أقل سهولة نوعا ما. فقد وجد الباحثون أن الشاي المُعد من أوراق نبتة البن غني بالمركبات الجيدة لصحة الإنسان. واكتشفوا أن نوعا نادرا من الشاي المصنوع من نبتة البن أكثر فائدة للصحة من كلا المشروبين الآخرين. واكتشف الباحثون أن "شاي ورقة البن" يحتوي على مستويات عالية من المركبات التي يُعزى إليها تقليل خطر الأمراض القلبية والسكري. وقد وُجد أن الأوراق تحتوي على مضادات أكسدة أكثر من الشاي العادي -المشهور بالفعل بخواصها الصحية- ومستويات عالية من المواد الكيميائية الطبيعية الموجودة في المانغا المعروفة بمكافحتها للالتهابات. ويعتقد الباحثون أن أوراق نبات البن، كما هي معروفة علميا، كانت منسية غالبا بسبب القيمة الكبيرة المنسوبة لحبوب البن التي هي في الواقع بذور داخل الثمرات التي تنتجها شجيرة خضراء صغيرة. وهذه تحتوي على كمية أقل بكثير من المركبات الصحية. ويعتقد الباحثون البريطانيون أن أوراق البن يمكن أن تقدم مشروبا صحيا جديدا للقهوة المنافسة والشاي الأخضر أو الأسود التقليدي. وهذا المشروب، الذي يحتوي على مستويات منخفضة من الكافيين، له مذاق طبيعي ليس بمرارة الشاي أو بقوة القهوة. وقال الدكتور آرون دافيز، خبير في البن شارك في إجراء البحث، إن شاي ورقة البن كان شائعا بين بعض المواطنين في أماكن مثل إثيوبيا وجنوب السودان وكانت هناك محاولة لتسويقه في بريطانيا في القرن الثامن عشر. وقال دافيز "في عام 1851 كان الناس يصفونه بأنه الشاي القادم، وكانت هناك تقارير كثيرة عن خواصه آنذاك. وقد قضيت بعض الوقت في السودان وقابلت عجوزا قروية كانت تعده لي كل يوم، وكانت تغيب لنحو الساعتين لجمع الأوراق لعمل الشاي. والأمر المثير للدهشة كان كمية مضادات الأكسدة الموجودة في أوراق البن. فهي أعلى بكثير من تلك الموجودة في الشاي الأخضر والأسود العادي". وأضاف "هناك أيضا مستويات عالية جدا من مادة تسمى (مانغيفيرين) في أوراق نبتة البن العربي. وهذه المادة الكيميائية كانت تُستخلص في البداية من المانغا لكن كان لها كثير من الخواص الصحية المرتبطة بها". وتشير بعض تقارير تعود إلى نحو مئة عام إلى أن هذا المشروب يمكن أن يسبب شعورا فوريا بالشبع والنشاط وله قدرة على تصفية الذهن من الارتباك، وكان يوصف أيضا بأنه منعش، رغم وصف البعض له بأن غير مستساغ. وقد وجد الباحثون أن أوراق البن العربي تحتوي على أعلى مستويات المانغيفيرين التي وجد أن لها تأثيرات مضادة للالتهابات، بينما تقلل أيضا خطر السكري وكوليسترول الدم وتحمي الخلايا العصبية في الدماغ. ووجدت نتائج الدراسة أيضا أن بها أعلى مستويات من مضادات الأكسدة، أعلى من تلك الموجودة في الشاي والقهوة التقليدية. ومن ناحية ثانية فإن الفوائد الصحية للمركبات الموجودة في حبات البن أكثر إثارة للجدل، حيث إن بعض الدراسات أظهرت نتائج متناقضة، رغم ما تم تسجيله من أنها تقلل خطر أمراض مثل باركنسون والخرف والأمراض القلبية. ويشار إلى أن شاي ورقة البن غير متاح على نطاق واسع، لكنه يباع في بعض محلات الأغذية الصحية.