براغ ـ وكالات
يؤكد الدكتور بيتر سوخاردا رئيس الأطباء في العيادة الداخلية الثالثة في مشفى فينوهرادي الجامعي في براغ بان كل شخص تقريبا عندما يعلم بأنه مصاب بالسكري يكون رد فعله قول العبارة التالية " كيف حصل ذلك وأنا لا أتناول الحلويات " ووفق هذا المنطق فان العديد من الناس يعتقدون أن أفضل طريقة للوقاية من السكري تكمن في تجنب تناول الحلويات. وأكد أن هذا الأمر هو وهم لان من ناحية الحمية فان أكثر الأنواع الغذائية التي تؤدي إلى الإصابة بالسكري هي المقددات والطعام السريع واللحم المطحون في حين أن مخاطر الإصابة بالمرض تتراجع عن تناول الزيوت النباتية والقهوة والجوز وأيضا من جراء قلة الحركة . ونبه إلى أن الكثير من الناس يعتقدون أن القهوة مضرة مع أن العديد من الأبحاث العلمية الجادة أكدت أن القهوة تخفض الإصابة بالسكري والأورام السرطانية وان لوحظ بان الشخص المصاب بالسكري يتراجع لديه السكر بشكل ملموس عند تناوله عدة قطع من الجوز بعد تناوله الطعام . يؤكد الدكتور سوخاردا أن تغيير العادات الغذائية وإتباع نظام صحي حياتي يمكن له أن يساهم بشكل بارز الناس الذين يتواجدون فيما يسمى بمرحلة ما قبل السكري أي المرحلة التي لم يتطور فيها الوضع إلى حالة مرضية وبالا مكان منع حدوث هذا التطور مشيرا إلى أن الأطباء يعتبرون أن هذا الوضع ينشأ عندما تكون نسبة السكر ما بين 5,6 ــ 6,9 ميمول / ليتر و نسبة الهيموغلوبين السكري ما بين 38ــ47 ممول / مول ونبه إلى أن مرحلة ما قبل السكري تحمل للجسم نفس الأخطار بالنسبة لشرايين القلب أما بالنسبة لخطر نشوء الأورام فهو اقل بقليل فقط من حالة الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني . وأكد أن الزمن الذي كان الطبيب يقول للمريض الذي يتواجد في وضع ما قبل السكري " أنت ليس لديك سكري وليس من الضروري فعل أي شيء وراجعني مرة كل عام أو عامين قد ولى مشيرا إلى أن مرحلة ما قبل السكري تعتبر الآن مرضا يتوجب علاجها بشكل مكثف وليس الطلب من الشخص مراجعة الطبيب بعد عام والانتظار فيما إذا كان الوضع سيتطور إلى سكري أم لا . يؤكد الطبيب التشيكي أن إجراءات الوقاية من الإصابة بمرض السكري معروفة على نطاق واسع ومن أهمها ممارسة الحركة والعمل بإجراءات الحمية إضافة إلى إمكانية استخدام الأدوية أما الشرط الأساسي لتحقيق النجاح فيكمن في التعامل النشط ولاسيما في مجال الحركة البدنية والعادات الغذائية الصحية . من جانبه يؤكد الطبيب المختص مارتين ماتوليك بأنه تم خلال الثلاثين عاما الماضية حدوث تراجع كبير في ممارسة الحركة أكثر منه في تراجع العادات الغذائية وانه تم الإثبات بان الإصابة بمرض السكري هي أعلى بمقدار خمس مرات لدى البدينين منها لدى النحيفين . مرت قبل فترة قليلة الذكرى التسعين للعلاج بالأنسولين الذي مثل منعطفا في علاج السكري لأنه تم استخدام الأنسولين لأول مرة في عام 1923 غير أن العلاج آنذاك كان يبدو بصورة مختلفة عن الآن كما أن المريض الآن باستطاعته تتبع الوضع وأخذ الأدوية اللازمة بشكل أسهل كما توجد العديد من الأدوية التي يمكن لها أن تؤجل الإصابة بمرض السكري لعدة أعوام ولاسيما دواء ميتوفورمين . يشير الطبيب التشيكي إلى انه في حالة المرضى البدينين يمكن التفكير بإجراء عملية جراحية في الجهاز الهضمي لان تخفيض البدانة هو أمر فعال كإجراء وقائي لمنع الإصابة بالجلطات القلبية أو السكتات الدماغية التي تعتبر احتمالات الإصابة بها عالية لدى المصابين بالسكري. كما أن الإجراءات الوقائية والمعالجة هي شرط أساسي لتخفيض الإصابة بالتعقيدات المزمنة للشرايين والتي تشمل إلحاق الضرر بالبصر والأعصاب والكلية وأيضا إصابة الشرايين الكبيرة.