معظمنا يحمل أسرارا وخبايا بداخلة يخفيها عن العالم حتى عن أقرب الناس له، سواء كانوا والديه أو أقاربه أو حتى أصدقائه، فكل منا مر بتجارب أو مشاكل لا يستطيع أن يمسحها من ذاكرته حتى ولو كان مر الوقت وتجاوز أثرها، وهذا مما يجعلنا نحتاج دائما لنتحدث لشخص آخر، وهذا ما يدفع البعض إلى الذهاب إلى طبيب نفسى ولكن لا يستطيع أن يأخذ تلك الخطوة بسهوله. وتقول الدكتورة شيماء عاطف أخصائى طب نفسى، هناك نوع من أنواع الخوف من نظرة المجتمع تجاه الشخص الذى يقوم باستشارة طبيب نفسى، بل وينظر له على أنه مريض نفسى "مجنون" أو فاقد لقواه العقلية. وتتابع لكى نتخلص من تلك النظرة علينا بنشر الوعى لدى المجتمع، وتغير تلك الثقافة التى لا تفرق بين المريض النفسى وبين المرتبك نفسيا ويحتاج لتصليح لمساره. وتؤكد الدكتورة شيماء لن يحدث ذلك إلا من خلال الإعلام والتوعية ،أن المرض النفسى مثله مثل أى مرض آخر، فكلها أمراض تصيب الفرد سواء أصابت الجسد أو العقل، ولكن هذا على مستوى المريض النفسى من الدرجة الأولى. وتقول أما الشخص المرتبك نفسيا، لا يصنف مريضا على الإطلاق فهو مجرد شخص بحاجة لمن يسمعه ويأخذ بيده إلى طريق المصالحة مع الذات. وتختم قائله لن نتخلص من تلك النظرة، إلا من خلال المواجهة وعدم اعتبار الذهاب لطبيب نفسى سر نخفيه عن الآخرين، بل نواجه المجتمع حتى نفتح الباب أمام من بحاجه لاستشارة نفسيه ويخجل بالتصريح بذلك.