عندما نتحدث عن فاكهة الشتاء، نفكّر تلقائياً بالليمون كونه لا يتمتّع بمذاق لذيذ فحسب، إنما أيضاً بنسبة عالية من الفيتامين C الذي يساعد على الحماية من الانفلونزا ونزلات البرد التي تكثر خلال هذه الفترة. لكن إذا دقّقنا جيداً في ما تقدّمه لنا الطبيعة، فإننا نجد فاكهة أخرى شبيهة تماماً بالليمون تُعرف بالغريب فروت.إن نسبة قليلة من الناس تقوم بشراء الغريب فروت Grape Fruit على رغم أنه يتمتّع بمنافع كبيرة لا تقلّ أهمية عن الليمون العادي، نظراً للنتائج الإيجابية الضخمة التي يُحدثها في الجسم.وللاطلاع عن كثب عن الأسرار العظيمة المخبّأة داخل هذه الثمرة الحمضية، أجرت "الجمهورية" حديثاً خاصاً مع اختصاصية التغذية عبير أبو رجيلي التي صرّحت بداية: "يحتوي الغريب فروت على نسبة عالية من مركّبات الفلافونويد التي هي نوع من أنواع مضادات الأكسدة التي تحمي الجسم من ضرر الجذور الحرّة. وهذه الأخيرة تُعد إحدى أهمّ الأسباب المؤدية إلى نشوء الأمراض السرطانية، وقد أظهرت الدراسات أن الغريب فروت يحمي بشكل خاص من سرطان الثدي والرئة".وأضافت: "إلى جانب هذه الخاصية المضادة للسرطان، تبيّن أنه يؤدي دوراً فائق الأهمية يتجلّى في حماية الجسم من مخاطر الكولسترول. فاستناداً إلى أحدث الدراسات التي قامت بتحليل ميزات هذه الثمرة اللذيذة، ظهر أن الغريب فروت يحافظ على استقرار معدل الكولسترول الجيّد المعروف بالـ HDL والذي يحمي من تصلّب الشرايين الذي يحدث نتيجة الكولسترول السيىء أي الـ LDL، ويضمن ليونتها ليجنّب بذلك النتائج السلبية والخطيرة وأحياناً المميتة التي تشمل الذبحة القلبية والجلطة الدماغية".وتابعت أبو رجيلي حديثها: "إلى جانب هاتين الميزتين، أشارت بعض الدراسات الحديثة إلى الدور الفعّال للغريب فروت في الحماية من مرض السكري والمحافظة على نسبة معتدلة للسكر في الدم. إلّا انّ العلماء بحاجة إلى مزيد من الأبحاث العميقة لتأكيد مفعوله. لكن حتى هذه اللحظة، فهو قد يؤدي دوراً فعّالاً في الحماية من مرض السكري".وعن العناصر الغذائية التي يحتويها، علّقت: "مثل مختلف أنواع الفاكهة، يحتوي الغريب فروت على نسبة عالية من الألياف الغذائية ليساعد بذلك على تسهيل حركة الأمعاء وتعزيزها. كذلك فهو يحتوي على نسبة عالية من الألياف القابلة للذوبان التي تساعد على خفض نسبة الكولسترول في الدم والحماية من أمراض الشرايين والقلب. ومثل سائر أشكال الحمضيات، يوفّر الغريب فروت نسبة عالية من الفيتامين C الذي يُعد من أهم أنواع المواد المضادة للأكسدة على الإطلاق، وهو يتميّز بقدرته العالية على محاربة الكولسترول السيىء".وأخيراً، أفادت أبو رجيلي: "انطلاقاً من جميع هذه المنافع، أنصح قرّاء "الجمهورية" بإدخال الغريب فروت إلى نظامهم الغذائي اليومي بفضل دوره العظيم في الوقاية من الأمراض السرطانية والقلبية. كذلك أنصحهم بتناوله كثمرة كاملة بدل شربه كعصير. صحيح أن الشكلين مهمّين، لكن على صعيد الكالوري، يُفضّل تناوله بَدل شربه. فعند عصره نحصل بذلك على أكثر من حصّة.ناهيك عن أن تناوله يزوّدنا بنسبة أعلى من الألياف مقارنة بالعصير. لكن هذا لا يمنع شربه في حال كان مجموع وحداتنا الحرارية خلال اليوم تحت السيطرة"، مشيرة إلى أن كل حصّة صغيرة الحجم تحتوي تقريباً على حوالى 60 وحدة حرارية، أمّا المتوسّطة فتحتوي على 80 كالوري، في حين أن الكبيرة تؤمّن 105 سعرة حرارية".