القاهرة ـ وكالات
أكد الدكتور أيمن أبو العلا استشارى الأمراض الباطنية والجهاز الهضمى، أن النوم من أحد نعم الله على الإنسان، ففى النوم يقوم الجسم باستعادة نشاطه، وممارسة عملياته الحيوية بشكل صحى. ونصح د.أيمن أنه يجب النوم لفترات كافية، لأن له علاقة وطيدة بالجهاز العصبى، ويساعد على التالى: التركيز والقدرة على اتخاذ القرارات، وتنشيط الذاكرة، كما أنه يساعد على تنشيط مناطق معينة فى المخ، خاصة بالتحكم فى المشاعر والانفعالات واتخاذ القرارات. بالإضافة إلى أنه له تأثير هام على صحة وجمال البشرة والشعر، حيث يساعد النوم الجيد على زيادة قدرة الجسم على تجديد الخلايا والأنسجة، لأن أثناء النوم يفرز الجسم كمية أكبر من البروتينات المسئولة عن تعويض الخلايا التالفة. كما أنه أيضا مرتبط بعملية تقليل الوزن، حيث اكتشف الأطباء أن عدم النوم لفترات كافية يساعد على الإصابة بالسمنة، لأن قلة النوم تسبب تغييرات كبيرة فى إفراز الهرمونات المنظمة للشهية، لذا أولئك الذين ينامون عدد ساعات قليلة يشعرون بالجوع بشكل أكبر، كما أن قلة النوم تسبب إفراز هرمون الكورتيسول، والذى يؤدى إلى زيادة تخزين الدهون حول البطن. وأشار الدكتور أيمن أبو العلا إلى أن الحصول على عدد ساعات نوم أقل من 6 ساعات، أو تزيد عن 9 ساعات يؤثر على عملية التمثيل الغذائى والشهية والمزاج والتركيز، ويرافق ذلك اضطرابات فى ضغط الدم، وانحدار فى مستوى المناعة فى الجسم، مما يزيد من خطر السمنة والإصابة بأمراض عديدة. وأوضح د.أيمن أهمية التعرض للشمس خلال النهار، لأنه يساعد على الحصول على نوم صحى ومريح خلال الليل، والسبب وراء ذلك يكمن فى فى أن التعرض لأشعة الشمس يؤثر بشكل مباشر على الغدة الصنوبرية لإنتاج مادة السيروتونين التى تعمل على تحسين المزاج خلال النهار، وتتحول إلى مادة الميلاتونين التى تجعلك تتمتع بنوم هادئ ومريح خلال الليل. وأوضح د.أيمن أن ضوء النهار، وأن الظلمة خلال الليل، تساعد على ضبط ساعاتنا البيولوجية التى تجعلنا نشطاء خلال النهار، وفى حالة من الراحة والاسترخاء خلال الليل. وأشار د.أيمن إلى أن التعرض للضوء الصناعى خلال الليل يقضى على مادة الميلاتونين، التى تساعد على الاسترخاء خلال النوم، ونقص هذه المادة يؤثر بشكل كبير على قدرة التركيز، ويزيد من فرصة الإصابة بالزهايمر، كما يؤثر على نقص مضادات الأكسدة مما يجعلنا أكثر عرضة للإصابة بالسرطان. وأوضح د.أيمن أن اضطراب النوم يعد سببا فى ضعف تعامل الجسم مع الأنسولين، مما يجعلنا عرضة للإصابة بمرض السكرى، وقلة النوم تزيد من مستويات الكورتيزول، وهو هرمون التوتر، الذى تؤدى زيادته المفرطة إلى نقص فى البنية العضلية، وزيادة قابلية الجسم على تخرين الدهون وخصوصا فى منطقة البطن. وأشار د.أيمن إلى أنه من الأخطاء والعادات السيئة النوم لعدد ساعات طويلة تفوق تلك التى يحتاج إليها الإنسان، ويتسبب بمجموعة من المخاطر الصحية التى أثبتت ارتباطها به من خلال كم كبير من الدراسات والمتابعات التى أجريت على شرائح واسعة من الناس، ومن أكثرها شيوعا: -داء السكر: أشارت بعض الدراسات إلى أن الأشخاص الذين ينامون 9 ساعات يوميا معرضون للإصابة بداء السكرى أكثر من الذين ينامون 6-8 ساعات يوميا بنسبة 50%، وتزيد هذه النسبة كلما زادت ساعات النوم عن ذلك. - السمنة: و قد يكون مصدر السمنة الوحيد لدى بعض الأشخاص الذين يتناولون الطعام الصحى، ويمارسون الرياضة هو النوم الزائد عن الحد الذى يحتاجه الجسم، إذ أن أثر هذا النوم فى تسبب السمنة لا يمكن تجاوزه حتى باتخاذ الإجراءات الأخرى، مثل الأنظمة الغذائية والرياضة، وإن احتمال السمنة لديهم قد يصل إلى 21%، وتزيد النسبة عن ذلك عند من لا يمارس الرياضة، ولا يراقب نظامه الغذائى. - الصداع: وقد يكون من الأمور المستبعدة أن تتوقع ارتباط الصداع الذى يعانى منه البعض بدون مبرر بالنوم الزائد، ولكن ذلك يفسر علميا، ومن خلال مجموعة من الدراسات التى تقول إن النوم الطويل يؤثر على الموصلات العصبية فى الدماغ، مما يسبب الصداع عند الاستيقاظ. - آلام الظهر: إن النوم لمدة طويلة ودون الحركة، أو مع الحركات البسيطة خلال النوم، يؤثر على العامود الفقرى، ولكن من الممكن تجاوز ذلك بممارسة الرياضة مثل المشى بعد الاستيقاظ. - الاكتئاب: ويرتبط الاكتئاب بالنوم الزائد أكثر من ارتباطه بالأرق بنسبة 15% - أمراض القلب المختلفة: أظهرت دراسة شملت عددا كبيرا من النساء اللواتى ينمن 9-11 ساعة كل ليلة، أنهن أكثر عرضة لأمراض القلب المختلفة بما نسبته 38% من النساء اللواتى ينمن 7-8 كل ليلة. وقدم لنا دكتور أيمن أبو العلا مجموعة نصائح تساعد على النوم، وتجعله صحيا مما يحقق الفائدة الأكبر للجسم:- •النوم فى الأماكن المعتمة تماما، أو الأقرب إلى المعتمة قدر الإمكان. • المحافظة على درجة حرارة الغرفة بحدود 20 درجة مئوية، فهى الدرجة الأمثل داخل غرفة النوم وجعلها تقل أو تزيد عن ذلك بكثير يؤثر سلبا على نومك. • حافظ على غرفة النوم خالية من الحقول المغناطيسية والكهربائية "الأجهزة الإلكترونية"، لأن ذلك يؤثر على إفراز الغدة الصنوبرية وخصوصا خلال النوم، مما يؤدى إلى خلل هرمونى فى الجسم. •عدم استخدام المنبهات الصاخبة والمزعجة فهى تسبب الاستيقاظ المفاجئ، فى حال إن استيقظ الجسم بطريقة تدريجية فى الوضع الطبيعى، وإذا قمت بتنظيم ساعتك البيلوجية فلن تكون بحاجة إلى المنبهات أبدا. •حاول أن تنام مبكرا بقدر المستطاع، فإن الدراسات أثبتت أن الغدة الكظرية تعمل ما بين الساعة 11-1 ليلا، وتكون فى قمة نشاطها إذا كنت نائما. • امتنع عن شرب السوائل قبل ساعتين من النوم. • احرص على عدم تناول الطعام بشكل مباشر قبل النوم، واجعل آخر وجبات اليوم غنية بالبروتين وقليلة السكريات والنشويات، فذلك يصل بك إلى نوم هادئ ونشاط مثالى للغدد فى الجسم. • لا تمارس الرياضة قبل النوم. • لا تشاهد التلفاز قبل النوم بل اقرأ فى أحد الكتب المفضلة لديك، فمشاهدة التلفاز تبقى الدماغ مستثارا حتى بعد النوم.