سعيا للتخفيف من الآثار الجانبية لمسكنات الألم ينصح أطباء ألمان باستخدام طرق علاج بديلة تعتمد على تحديد العوامل المسببة للألم ومعالجته بالإبر الصينية أو العلاج التنفسي وغيرها من طرق العلاج البديلة. "شدة الألم تحطمني نفسيا وتجعلني غير قادر على التحمل" هكذا يصف جوزيف تيفلر معاناته لدى مسكه أي شيء في ورشته الخاصة بتصليح السيارات، إذ أنه يعاني من التهاب الفقرات التصلبي. ويؤدي هذا المرض المفصلي إلى نشوء التهابات في الظهر لا يمكن التخلص منها، مايجعل آلام جوزيف مزمنة. ولتخفيف حدة آلامه يتناول جوزيف المسكنات الأفيونية، إذ لا يمكنه أن يتخيل حياته بدون الأقراص المسكنة، ما جعله مدمناً عليها بسبب تناوله المستمر لها، ويقول إن "هذه الأقراص تدفع المرء للإدمان عليها. ويبدو الأمر واضحا عند الابتعاد عنها، إذ يبدأ جسمي بالارتعاش ويتزايد تقلص العضلات، وتنتابني رغبة بالوقوف والجلوس في آن واحد". تانيا أيضا ترغب في أن تكون حياتها خالية من الآلام، إذ تعاني منذ سنوات من صداع نصفي حاد تسعى لتسكينه باستخدام مسكن الألم ايبوبروفين، وتقول عن إدمانها على تناول المسكنات "مع الصداع لا يمكنني القيام بأي عمل، لذا أنا أتناول الأقراص المسكنة ولا يمكنني الاستغناء عنها". وفي حديثه مع DW يرجع الطبيب دومينيك ايريش، الأخصائي في معالجة الألم ومديرعيادة الألم في ميونخ، سبب التناول المفرط للمسكنات من قبل المرضى إلى الآمال الكبيرة التي يعقدها المرضى على هذه المسكنات للتخلص من معناتهم" ويستطرد قائلا "لا يملك الأطباء وقتا كافيا للحديث مع المريض، والفحوصات غير مدفوعة، ما يجعل الحل الأسهل وصف مسكن قوي للمريض" وتعد مسكنات الألم مثل البراسيتامول وايبوبروفين وديكلوفيناك والاسبرين هي من أكثر المسكنات تداولا، إذ يمكن الحصول عليها بدون وصفة طبية، إلا أن استخدامها لفترات طويلة يتلف الكبد ويضر بالمعدة أيضا حسبما يؤكد الطبيب دومينينك ايرنيش، ويضيف "لابد من زيارة الطبيب عندما تكون الآلام مزمنة لايجاد وسائل فعالة لتسكين الألم " وفي ألمانيا لا يعتمد علاج الآلام المعقدة والمزمنة على تناول المسكنات فحسب، ففي عيادة الألم في ميونخ تُعالج الآلام المزمنة باستخدام طرق علاج بديلة من بينها العلاج التنفسي، إذ يتعلم المريض من خلاله طريقة التنفس بشكل صحيح، ما يريح الجهاز العصبي ويهدئه، ليطغى بذلك الألم على الأحاسيس. أما العلاج بالوخز بالإبر فيساعد على إزالة الألم ويعزز الشفاء بشكل ذاتي. وسائد المياه الساخنة أو الوسائد المصنوعة من القشّ تساعد على تخفيف الألم في كثير من الأحيان ويعتمد العلاج البديل أيضا على استخدام وسائد مصنوعة من القشّ، إذ يتم تسخينها ووضعها على مناطق الألم لمدة أقصاه 20 دقيقة، ما يساعد الجسم على الاسترخاء والراحة.  تانيا بدأت بمعالجة آلام الصداع النصفي المزمن لديها باستخدام تمارين التأمل التي تجعلها تفكر بطريقة مختلفة، ما يخفف من شدة آلامها حسبما تؤكد "سابقا كنت أشعر بالخوف دائما من ظهور ألم الصداع النصفي وكنت أحمل الأقراص بشكل دائم. والآن بإمكاني أن أقوم بتمارين التأمل في كل مكان". ويأمل جوزيف أيضاً في تخفيف جرعات المسكنات التي يتناولها عبر ممارسة الرياضة، إذ يلتقي أسبوعيا بمجموعة من المرضى الذين يعانون من التهاب المفاصل التصلبي للقيام بتدريبات رياضية جماعية. وتساعد هذه التمرينات الخاصة جوزيف كثيرا ولا يريد التخلي، فممارسة الرياضة لفترة قصيرة غير مجد ولابد من المثابرة عليها لسنوات طويلة حسب رأيه "لابد من المثابرة عليها طيلة حياتنا، فمن خلال ما أقوم به لم أعد أفكر بالألم وأشعر الآن بتحسن ملحوظ" ويؤكد الطبيب دومينيك على أن الشفاء من الألم لا يقتصر على معالجته فحسب، بل لابد من تحديد العوامل المسببة للألم بالتحدث مع المريض لمعرفة أسبابه ومعالجتها بالأسلوب المناسب.