سعيا لعلاج تصلب شرايين الساق يلجأ أطباء ألمان إلى اعتماد تمرينات رياضية خاصة تساعد على توسيع الأوعية الضيقة عبر تفريعات دموية جانبية لتحسين تدفق الأوكسجين إلى العضلات، ما يجنب المريض العلاج بالتدخل الجراحي. "أثناء السير أشعر بتشنج شديد ومؤلم للغاية يمنعني من الحركة" هكذا تصف باربرا الآلام التي تصيب عضلة ساقها الخلفية لدى بذلها لأي مجهود كالسير أو الجري مثلا، ما يدفعها  للتوقف عن الحركة حتى زوال الألم، حسبما تروي"عندما تنتابني حالة التشنج أتظاهر وكأنني أشاهد واجهة المحلات التي أقف أمامها، إذ لابد من الوقوف وتحريك الساق وهزها لفك التشنج لأتمكن من متابعة المشي" ما دفعها لمراجعة الطبيب، لتكشف نتائج التصوير بالموجات فوق الصوتية وجود انسداد في الشريان الفخذي، ما يعني إصابتها بـمرض "العرج المتقطع" والمسمى  بمرض "واجهات المحلات" في ألمانيا. يرجع الطبيب هاشم الحزمي أخصائي جراحة القلب والأوعية في برلين أسباب الإصابة بمرض العرج المتقطع إلى  حدوث تضيق في شريان الساق، ما يمنع وصول الأوكسجين إلى العضلات في هذه المنطقة، ليسبب ذلك آلاما قوية تختلف من شخص لآخر وتظهر بشكل متقطع حسبما يؤكد الطبيب هاشم الحزمي ويضيف بالقول "بعضهم يصاب بتشنجات قوية وبعضهم يشعر بتعب شديد أو بالتنميل وتختفي هذه الأعراض بعد القيام باستراحة قصيرة، لتعود وتظهر مرة أخرى لدى بذل أي مجهود". ويشير الطبيب هاشم الحزمي إلى ضرورة علاج العرج المتقطع، فاضطرابات الدورة الدموية يمكن أن تؤدي لتلف الأنسجة لعدم تزويدها بالأوكسجين. ما يعني أن  إهمال العلاج قد يؤدي في أسوأ الحالات إلى بتر الساق. وفي ألمانيا يعتمد كثير من الأطباء في علاج بعض حالات تضيق الأوعية الدموية على ممارسة تمارين رياضية بطيئة، ما يساعد المريض على تجنب التدخل الجراحي كما هو الحال لدى ماريا لوبير، إذ تعاني هي الأخرى من  تضيق في شريان ساقها، ولا ترغب بإجراء عملية جراحية، ما دفعها للمشاركة في تدريبات رياضية خاصة بالأوعية الدموية. و تتميز هذه  التمرينات الرياضية بقدرتها على توسيع  الأوعية الضيقة، لتقوم مستقبلا بعمل الأوعية المتصلبة حسبما يشرح كليمنس فاهريغ أخصائي أمراض الأوعية في برلين  ويضيف قائلا "بالتدريب المكثف من الممكن معالجة حركة الدم بتشكيل تفريعات دموية جانبية تساعدنا على تجاوز الانقباض والانسداد، ما يحسن  جريان الدم في الساقين". وفي حال تضييق شرايين الحوض فيؤكد الطبيب هارفيغ على ضرورة فتحها باستخدام البالونات والدعامات عبر تدخل جراحي، فممارسة الرياضة في هذه الحالة يكون غير فعال حسب هارفيغ "لا يمكن تشكيل تفريعات دموية خارجية في هذه المنطقة لغياب العضلات و ووجود المثانة والأمعاء، وبالتالي علينا محاولة توسيع الشريان أو إجراء تدخل جراحي". وللوقاية من الإصابة بتصلب الشرايين ينصح الطبيب هاشم الحزمي بضرورة ممارسة الرياضة وإتباع نظام غذائي صحي  والابتعاد عن التدخين ، مشيرا إلى دور العامل الوراثي في الإصابة بهذا المرض، وأن الرجال أكثر عرضة للإصابة بتصلب الشرايين مقارنة مع النساء.