لندن ـ وكالات
التلعثم أو التأتأة أو اللجلجة في الكلام كما اعتدنا تسميته في لغتنا الدارجة يفسر على أنه اختلاف بين السرعة في التفكير و السرعة في إخراج الكلمات و التردد في نطقها و تكرار لبعض مقاطعها. أما السبب الأساسي لحدوث تلك العلة فلم يحسمه الطب حتى الآن و لم يقدم لنا دليلاً مُقنعاً عن نوع العوامل التي تؤدي إليه، و هل هي نفسية أو وظيفية. و مع ذلك فالملاحظ أن التأتأة تحدث كثيرا عند الأطفال الصغار في السن من 3–6 سنوات، عندما تنتابهم الرغبة في الإكثار من الكلام و الحاجة إلى قوله بسرعة مع محاولة استخدام كلمات جديدة مُعقدة وعبارات طويلة. و الملاحظ كذلك أن التلعثم يزداد خلال المواقف الصعبة التي يشعر بها الطفل بالارتباك أو الخوف أو إذا كان يعاني من إحساس بالغيرة بسبب مجيء أخ أو أخت جديدين، وهذا نوع من التلعثم المؤقت لا يدوم طويلا، بل يختفي تدريجيا خلال بضعة أسابيع أو بضعة شهور على الأكثر خاصة إذا ما ترك دون ملاحظات أو تعليقات من الأهل، لذلك يجب مشددا على الأهل و المحيطين بالطفل عدم التنبيه بتلك الظاهرة و عدم ما قاله ببطء أو بطريقة صحيحة حتى لا يحس بطريقته الشاذة في الكلام فتتكون عنده عقدة نفسيه مع قلق شديد كلما حاول التكلم، و يتحول حينئذ التلعثم المؤقت إلى تلعثم مستديم. و هذا التلعثم المستديم يظهر عند الطفل بعد سن 6 سنوات و يظهر عند الصبيان أكثر من البنات بنسبة (1:5) و قد يكون أسرياً بمعنى أنه موجود عند أعضاء آخرين في الأسرة و في تلك الحالات يكون الطفل على دراية تامة بطريقة حديثه مما يسبب له توتر شديدا و محاولات فاشلة للنطق السليم فتهتز عضلات قدميه و كتفيه و ذراعيه أثناء التكلم إلى أن ينتهي من حديثه. كيف يكون علاج التلعثم؟ عدم إظهار اهتمام زائد أو انشغال بال بتلك الظاهرة وعدم النظر إلى الطفل بطريقة تعكس القلق عندما يتكلم. تجنب التعب الجسماني و العقلي و تنظيم حياة الطفل اليومية ما بين نزهات و راحة و تغذية صحيحة متكاملة و ساعات نوم كافية. تفادي المواقف التي تسبب التوتر و الغضب و عدم التناقش الحاد معه و محاولة معاملته بطريقة لا يشعر فيها بالغيرة من الآخرين و إحاطته بجو من الهدوء و الأمان و راحة البال. عدم إجبار الطفل الأشول على استعمال يده اليمنى إن كان يجد سهولة أكثر في استعمال يده اليسرى، لأنه قد وجد أن كثيرا من الحالات التي يرغم فيها الطفل على استعمال اليد الأضعف ينجم عنها تلعثم قد يكون عابرا و قد يستديم و يصعب التخلص منه وذلك لأن مركز الكلام مجاور لمركز الحركة و يوجد الاثنان في النصف المسيطر من المخ فإذا أُرغم على اللجوء إلى النصف الآخر المختص باليد الأخرى حدث بعض الارتباك الذي يظهر في صورة تلعثم و تأتأة. تشجيع الطفل على الحديث ببطء و إقناعه بأنه يستطيع الكلام بدون تأتأة لأنه لا ينقصه أي شيء من ضروريات الكلام المتواصل السلس، و يطلب منه قراءة قصة قصيرة من أولها إلى آخرها دون توقف أو قصيدة صغيرة يكون قد حفظها و غالبا ما سيقولها دون تلعثم و حبذا لو سجل صوته حينئذٍ ثم يعاد التسجيل ليسمعه بنفسه فيكتسب المزيد من الثقة. إن طالت أو ساءت الحالة بالرغم من إتباع كل الطرق المذكورة سابقاً فيجب اللجوء إلى المراكز المتخصصة في علاج عيوب التخاطب و هي كفيلة بأن تشفي هذا العيب و نتائجها مُرضية جدا في معظم الحالات.