قد يتمكن الرجال من العودة إلى ممارسة حياتهم الجنسية الطبيعية بعد العلاج من سرطان البروستاتا، ولكن إذا ما حصلوا على المساعدة المناسبة. وتقول جمعية ماكميلان البريطانية لدعم مرضى السرطان إن هذا النوع من المرض حرم نحو مائة وستين ألفا من الرجال في المملكة المتحدة من ممارسة الجنس، أو، على الأقل، لم يتمكنوا من ممارسته بالمعدل الطبيعي. ويشير ارتفاع معدلات الإصابة بهذا السرطان إلى احتمال وصول هذا العدد إلى الضعف بحلول عام 2030. ومع هذا، فإنه يمكن مساعدة الكثير من المرضى لتفادي الإصابة بالعجز الجنسي بعد العلاج إذا ما تم تقديم خدمات جديدة في هيئة الخدمات الصحية الوطنية، كما تقول الجمعية. ويعد ضعف الانتصاب من الآثار الجانية المحتملة سواء للعلاج الإشعاعي أو الهرموني أو الجراحي المتبع للقضاء على سرطان البروستاتا. العلاج ممكن ويصيب سرطان البروستاتا أكثر من أربعين ألف رجل في بريطانيا كل عام. وفي بعض الأحيان قد يحدث تلف دائم للأعصاب، الأمر الذي قد يؤدي إلى عدم القدرة على المحافظة على الانتصاب. وقد تكون المشكلة مؤقتة، لكن يؤدي العلاج من البروستاتا إلى إقامة حاجز نفسي بين المريض وممارسة الجنس. ويقول رجلان من بين كل ثلاثة مصابين بسرطان البروستاتا إن إنهم لم يتمكنوا من إتمام عملية الانتصاب. وتوضح جمعية ماكميلان أن الرجال بحاجة للشعور بإمكانية الحصول على المساعدة إذا ما وجدوا مشكلة في ممارسة الجنس بعد العلاج. رحلة الوحدة جيم أندرو البالغ من العمر ثلاثة وستين عاما والمقيم في لندن تعافى من سرطان البروستاتا مؤخرا. يشير أندرو إلى إن أول انطباع تبادر إلى ذهنه بعد إبلاغه بتشخيص حالته، هو أن المرض قد يقضي عليه. ويوضح: "الأفكار الخاصة بتعاطي الأدوية التي تقتل الرغبة الجنسية أو الإصابة بالعجز الجنسي كانت تبدو أمرا تافها بالنسبة لما كنت أخشاه". ويردف: "مع مرور الوقت أدركت أنه من المرجح سأبقى على قيد الحياة، ولكن بدون حياة جنسية، وهذا ما اشعرني بالحزن الشديد". ويقول: "لم يتحدث معي أي من الإخصائيين حول هذا الموضوع. لقد كانت رحلة خضتها وحيدا، إذ لا أحد يمكنني التحدث معه حول هذا الموضوع". مشكلة كبرى جين ماهر، المديرة الطبية لجمعية ماكميلان لدعم مرضى السرطان، قالت إن الأرقام تظهر أن هناك مشكلة كبرى تواجه المرضى بعد العلاج، وأن الجهد المبذول لمواجهة هذه المشكلة ليس كافيا. وتقول: "الحجم الكبير من الرجال المتضررين جراء هذه المشكلة يعني أن هناك حاجة لإجراء نقاشات متأنية معهم قبل العلاج". وتوضح: "الكثير من الحالات قابلة للمساعدة من خلال التدخل المبكر وتقديم دعم أفضل للرجال المصابين بسرطان البروستاتا أو الذين عولجوا من هذا المرض". رعاية خاصة وتنادي الجمعية الخيرية بتقديم الرعاية لأولئك المرضى من خلال تمريض متخصص ودعم نفسي وعلاج طبيعي لأصحاب هذا النوع من المرض. وتشير إلى أنه ينبغي أيضا تشجيع الرجال على طلب المساعدة من الطبيب عند تعرضهم لهذه المشكلات. وتقول الدكتورة داريا بونانو استشارية العلاج الذي تموله المؤسسة: " يخجل الكثير من المصابين بسرطان البروستاتا من الحديث عن عدم قدرتهم على الانتصاب، فقد يعده البعض منهم أمرا يمس رجولتهم". وتردف "إن هذا قد يتسبب في كثير من الأحيان لعزل أنفسهم عاطفيا عن زوجاتهم وهو ما قد يفاقم من المشكلة".