كوري بارجمان واحدة بين اثنين من القادة في "فريق الأحلام" العلمي في المرحلة الأولى من مشروع طموح أعلنه الرئيس الأميركى باراك أوباما بتكلفة 100 مليون دولار لرسم خريطة مخ الإنسان. قالت بارجمان إن الخطوة الأولى فيه هى التوصل إلى الأشخاص الملائمين الذين سيتمكنون من تحديد أولويات البحث. بارجمان عالمة الأحياء العصبية فى جامعة روكفيلر فى نيويورك ووليام نيوسام عالم الأحياء العصبية فى كلية طب ستانفورد فى كاليفورنيا ويرأسان لجنة أعلن عنها البيت الأبيض يوم الثلاثاء هى مبادرة أبحاث المخ عبر التكنولوجيا العصبية المبتكرة التى تعرف باسم (برين) اختصارا. وكل من نيوسام وبارجمان على قمة الهرم فى مجال الأحياء العصبية وهما أستاذان فى معاهد علمية رائدة وحصلا على أكبر الجوائز ونشرت لهما أبحاث فى دوريات شهيرة. حصلت بارجمان التى تتذكر كيف شاهدت أول هبوط على سطح القمر بالمركبة أبولو عام 1969 عندما كان عمرها ثمانى سنوات على جائزة الإنجاز العلمى فى علوم الحياة والتى تبلغ قيمتها ثلاثة ملايين دولار بسبب عملها فى مجال الخريطة الوراثية للدوائر العصبية. قالت بارجمان إن مشروع (برين) ليس كأى مشروع بحثى آخر. حتى مشروع الخريطة الوراثية للإنسان (الجينوم) كان هدفه أكثر تركيزا على تحديد التسلسل الدقيق "للحروف" الكيماوية التى تمثل التركيبة الكاملة للحمض النووى لدى الإنسان. وعلى عكس من ذلك فإن مشروع (برين) قبل أن يحاول حل لغز واحد فى العقل البشرى فسوف يضع البنية الأساسية العلمية حتى يتسنى له طرح الأسئلة السليمة. وقال نيوسام "أعتقد أن علوم المخ ستكون بالنسبة للقرن الحادى والعشرين كما كانت فيزياء الكم وعلم أحياء جزيئات الحمض النووى فى القرن العشرين". والهدف الأساسى هو فك شفرة نشاط المخ لمساعدة الباحثين على فهم الأمراض المعقدة من إصابات المخ بعد الصدمة إلى الفصام إلى مرض الزايمر وهى أمراض تكلف الأمريكيين 500 مليار دولار سنويا كما يقول فرانسيس كولينز رئيس المعاهد الوطنية الأمريكية للصحة والذى اختار نيوسام وبارجمان لهذا المشروع. وسيجرى تمويل البرنامج فى بادئ الأمر بمائة مليون دولار فى الميزانية الرئاسية لعام 2014 والتى من المقرر أن يعلن عنها يوم الأربعاء ومن المفترض أن تحصل على موافقة الكونجرس. وسيقسم هذا المبلغ بين المعاهد الوطنية للصحة ووكالة الدفاع لمشاريع الأبحاث المتقدمة والمؤسسة العلمية الوطنية مع وجود شركاء من القطاع الخاص. وقال نيوسام فى مكالمة هاتفية "أعتقد أن المخ هو أكثر الكيانات غموضا وتعقيدا فى الكون.. وأعتقد أن التكنولوجيات الجديدة التى تطورت خلال السنوات الخمس الماضية تعطينا فكرة تمكننا من تبديد غموض المخ بطرق لم تحلم بها قط الأجيال السابقة من العلماء". ومن القفزات التكنولوجية التى تحققت خلال السنوات العشر الماضية القدرة على تسجيل النشاط الكهربائى لمئات بل وحتى آلاف من الخلايا العصبية وهو تحسن كبير عن المطلب السابق الخاص بدراسة كل خلية عصبية على حدة. وبما أن مخ الإنسان يتألف من نحو 100 مليار خلية عصبية فإن دراسة خلية عصبية واحدة كانت تبطئ الأبحاث بشدة. والأمر لا يتعلق بعدد الخلايا العصبية فحسب بل أيضا معرفة كيفية تفاعل هذه الخلايا العصبية مع بعضها بعضا مما يجعل وضع خريطة للمخ واقعا.