خلصت دراسة كندية حديثة الى انعكاس الحالة الأُسرية على نمو مخ الطفل، إذ ان الأسرة الكاملة (الأب والأم) تعد عاملا يُسهم في نمو أفضل لخلايا لمخ. كما أفادت الدراسة بأنه لاختلاف الجنس تأثير على نمو المخ كذلك. وتؤكد الدراسة التي أثجريت في معهد "هوتشكيس" ان ذاكرة الطفل الذكر في الأسرة الكاملة أفضل منها لدى نظيره الذي يفتقر الى هذا العامل، فيما تتمتع الإناث بقدرة أفضل على التواصل علاوة على ان التنسيق الحركي لديهن أفضل. بالإضافة الى ذلك تشير الدراسة المذكورة الى ان المادة الرمادية في المخ، وهي المادة المسؤولة عن الذاكرة والأحاسيس، تنمو بطريقة أفضل لدى الأطفال في الأُسر الكاملة، مع الإشارة الى ان المادة البيضاء المسؤولة عن الذكاء تنمو بشكل ملحوظ لدى الإناث. ويفسر العلماء القائمون على الدراسة هذه النتائج بأن التوتر والقلق النفسيين ينعدم لدى الأطفال في الأسر الكاملة، إذ انهم يحظون بالحب والاهتمام من قِبل كلا الوالدين، مما يمنهم الشعور بأنهم تحت كنفيّ الحماية الكاملة. ومن النتائج الإيجابية لهذا الشعور تقلص احتمال إصابة هؤلاء الأطفال بصدمات نفسية في المستقبل، الأمر الذي من شأنه ان يؤثر لاحقاً على تشكيل الشخصية والذاكرة والقدرة الذهنية. ومن النتائج المهمة والمثيرة للفضول التي انتهت اليها الدراسة ان الإناث اللواتي نشأن في أُسر كاملة يحظين بقدرة تجعل منهن أمهات بكل ما في هذه الكلمة من معنى، مما يساعدهن على تربية أبنائهن حتى وإن شاءت الأقدار ان يكنّ بمفردهن.