واشنطن ـ وكالات
يكثر في الآونة الأخيرة انتشار نظارات القراءة بين أفراد الجمهور، خصوصا مع الانتشار الواسع للأجهزة اللوحية وأجهزة الكومبيوتر باستخداماتها المختلفة، ففي عام 2011 أعلنت هيئة الاتصالات السعودية أنها أحصت أكثر من 13 مليون مستخدم لشبكة الإنترنت في المملكة. يضاف إلى ذلك مستخدمو النظارات للقراءة ومشاهدة التلفزيون، مما أجبر المختصين في مجال الصحة البصرية في المملكة على البحث عن حلول أكثر نجاحا لتجاوز هذه المشكلة. وبرز ذلك من خلال استخدامهم لتقنية «قرص كمرا»، وهي عدسة تزرع في عين واحدة من خلال جراحة يتعافى المريض بعدها بيوم واحد فقط. * قرص علاجي * يقول الدكتور وليد الطويرقي استشاري أول طب وجراحة العيون في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إنه منذ أكثر من عشرين عاما وهو يعالج أصحاب هذه المشكلة بعمليات الليزك، وكل ذلك لأنهم يرغبون بالتخلص من قيد النظارات والعدسات اللاصقة. ويبشر الذين يعانون من هذه المشكلة بحل أكثر نفعا يستخدم في المملكة، وهو ما سماه «قرص كمرا» KAMRA Inlay. وحينما يشيخ نظام ضبط البؤرة الذاتي للعين، تحين الحاجة لنظارة القراءة، وحسب الطويرقي فإن الكثير من عمليات تخليص المريض من نظارات القراءة باءت بالفشل، لكن «قرص كمرا» هو الاستثناء. ومن مميزات هذا القرص الذي يستخدم في المملكة حديثا أنه لا يرى ويحسن الرؤية للقريب والبعيد، ولا يمكن إتلافه بسهولة. ويقول الدكتور وليد الطويرقي إن عملية تركيب «قرص كمرا» آمنة تماما، ولا تستغرق أكثر من 20 دقيقة، وباستعمال جهاز «إنتراليــز». ويشرح آلية عمل «قرص كمرا» قائلا إنه قرص دقيق جدا يوضع ضمن الطبقة السطحية للقرنية، قطره 3.8 مليمتر، وسمكه 5 ميكرونات (الميكرون = 1 على 1000 جزء من المليمتر) ويحتوي على 8400 ثقب دقيق جدا كي يسمح باستمرار تغذية القرنية، ويصنع من مادة «PVDF» المقاومة للأشعة فوق البنفسجية، وهي مادة تم تجريبها مسبقا داخل عين الإنسان في العدسات التي تزرع داخل العين، وكانت متكيفة مع العين. وبينت إحصائية أن 90 في المائة من المستخدمين لهذا القرص استطاعوا القيام بأعمالهم اليومية والرؤية الواضحة لمسافات قريبة ومتوسطة وبعيدة، وكانت نتائجه ثابتة لعدة سنوات. ولا تستغرق مدة التعافي من جراحة تركيب القرص المذكور والعودة للعمل بشكل طبيعي سوى يوم واحد بعد تركيبه، مع إمكانية إزالته من دون مضاعفات. ويؤكد الدكتور الطويرقي أن «قرص كمرا» هو حل فعال لمشكلة عدم القدرة على الرؤية القريبة والتي تبدأ بعد سن الأربعين. ومن الذين لم يحالفهم الحظ للاستفادة من هذه التقنية الطبية الجديدة، المرضى الذين أجروا جراحات سابقة على القرنية وكذلك مرضى القرنية المخروطية ومن يعانون من اعتلال الشبكية السكري ومرضى جفاف العين ومن لديهم ماء أزرق بالعين أو ما يعرف بـ«غلوكوما». ويعتمد القرص على قوة العدسة الطبيعية وليس مثل عدسات النظارات الأخرى، وسيحتاج مستخدمو هذه العملية إلى نظارة القراءة فقط في حال كانت الإضاءة خافتة أو في حالات نادرة. ويضيف الدكتور الطويرقي أنه في أسوأ الحالات فإن التعافي من العملية قد يستمر إلى ستة أسابيع، وتختفي آثار العملية بمرور الوقت.