لندن ـ وكالات
أشارت دراسة استقصائية إلى أن ما يقرب من نصف الأشخاص الذين يعانون من الشلل الرُعاشي (مرض باركنسون) في بريطانيا يواجهون حالات تمييز باستمرار، كما هي الحال في حالة الخلط بشكل خاطئ بين الأعراض التي لديهم والأعراض التي تظهر لدى المخمورين. وقد شملت الدراسة التي أجرتها مؤسسة باركنسون البريطانية الخيرية لمكافحة الشلل الرعاشي، أكثر من ألفي شخص. وثمة شخص من بين كل 500 شخص في بريطانيا مصاب بهذا المرض. وقد ألقت الشرطة القبض على مارك ورسفولد الذي يعاني من الشلل الرعاشي خلال دورة الألعاب الأوليمبية العام الماضي بعد أن اعتقدت أن حركاته كانت مريبة. أذ اعتقل ورسفولد خلال سباق الدراجات بمنطقة ليذرهيد، وذلك لأنه لم يكن يبتسم، كما تقول التقارير، مع أن أعراض هذا المرض تشمل عدم القدرة على إظهار تعبيرات الوجه بشكل مناسب. ويعد مرض الشلل الرُعاشي حالة عصبية تدريجية تهاجم الجزء المسؤول عن التحكم بالحركة في الدماغ، ومن الأعراض الرئيسية لهذا المرض ظهور نوبات من الرعاش لا يمكن السيطرة عليها، وتصلب العضلات، والتي يمكن أن تجعل الحركة أمرا صعبا ومؤلما. وتزيد أعمار معظم الأشخاص الذين يصابون بهذا المرض عن 50 عاما، لكنه يمكن أيضا أن يصيب الشباب. "إن الحياة مع مرض الشلل الرُعاشي يمكن أن تكون أكثر تحديا، لكن حينما يقترن ذلك بالشعور بالخوف من مجرد الخروج للأماكن العامة خشية أن يحدق الناس فيهم إذا وقفوا في أحد الصفوف المزدحمة، فإن الحياة يمكن أن تكون أكثر قسوة بشكل لا يصدق" وقالت الدراسة إن شخصا من بين كل خمسة أشخاص يساء فهم حالته بالاعتقاد أن لديه علامات سُكْر، بينما يتعرض شخص من بين كل 10 أشخاص إلى الإساءة اللفظية أو مواجهة مواقف عدائية بسبب المرض. وقال نحو 62 في المئة من المرضى الذين استطلعت آراؤهم إن الجمهور لديه فهم ضعيف لكيفية تأثير حالة المرض على المصابين به. بينما قال 37 في المئة منهم إنهم يشعرون بالعزلة في الأماكن العامة، وقال 60 في المئة إنهم يشعرون بعدم الارتياح أو بالخوف خلال تواجدهم في الأماكن العامة. وكشفت الدراسة أيضا أن التمييز ضد هؤلاء لا يأتي فقط من الغرباء، وقال عشرة في المئة إنهم يعاملون بشكل سيء في العمل أيضا، وقال 30 في المئة إن الأصدقاء يعاملونهم بشكل مختلف لأنهم لا يفهمون طبيعة حالتهم. وقالت مؤسسة باركنسون بريطانيا إن نتائج الإستطلاع رسمت صورة مزعجة جدا حول مواقف الجمهور تجاه هؤلاء الذين يعانون من المرض.