واشنطن ـ وكالات
الكروم كما ذكرنا الاسبوع الماضي معدن يوجد في الأغذية الطبيعية ولا يصنع أو يشيد كيميائياً، ومعدن الكروم مهم جداً لصحة الإنسان فهو يستخدم لتنشيط الأنزيمات الداخلة في عملية التمثيل الغذائي للجلوكوز وكذلك تصنيع البروتين. يحتوي جسم الإنسان البالغ على حوالي 6 جرامات من الكروم، ويوجد بتركيز عال في الشعر والطحال والكلى والخصيتين، وبتركيز أقل في المخ والقلب. إن استنزاف الكروم يشارك في ارتفاع الكولسترول في الدم وذلك بسبب دوره في إنتاج الأنسولين وتنظيم السكر. وبما أن الجلوكوز هو المصدر الأول للطاقة في الجسم لذلك فإذا كان استنزاف الكروم ينتج عنه كميات غير فعالة من الأنسولين فإن التمثيل الغذائي يتأثر بشدة ويتحول الجسم إلى استخدام الدهن في التمثيل الغذائي للحصول على الطاقة. وهو نتيجة غير مرضية لأن بعض المركبات الناتجة من التمثيل الغذائي للدهون تتحول إلى كوليسترول. ويعتقد بعض الباحثين أن تصلب الشرايين المتسارع الحدوث لدى مرض الداء السكري ربما كان نتيجة لهذه العملية. لقد أوضحت الدراسات أن نقص الكروم يقلل من كمية الكوليسترول والأحماض الدهنية التي تستخدم بواسطة الكبد مما يشجع على تراكم الدهون في الشرايين. ففي التجارب العلمية وجد أن الفئران التي تتغذى على طعام فقير في الكروم وغني بالجلوكوز يحدث لديها تراكم زائد للكوليسترول في الشرايين. وعلى الجانب الآخر عندما تعطى مكملات الكروم للفئران التي تتغذى على طعام غني بالسكر فإنه يلاحظ انخفاض مستوى الكوليسترول في دمائها وتراكم أقل للدهون في الشرايين. ونتائج هذه التجارب العملية قد أيدتها دلائل دراسة وبائية. حيث يوجد في العديد من البلدان الشرقية والتي يشيع بها مستويات منخفضة من الكوليسترول تركيزات عالية من الكروم في أنسجة نفس الأشخاص. وأكثر من ذلك فلقد أوضحت الدراسات أن مكملات الكروم تزيد من البروتينات الدهنية عالية الكثافة (الكوليسترول "المفيد") وتخفض من البروتينات الدهنية منخفضة الكثافة (الكوليسترول الضار) بالإضافة إلى خفض الكوليسترول بكافة أنواعه.