واشنطن ـ وكالات
يبدو المنطق الذي يحكم جراحات انقاص الوزن بسيطا للغاية الا وهو اعادة تشكيل القناة الهضمية حتى يتسنى للمعدة ان تستوعب قدرا أقل من الطعام وان يتجاوز الطعام المهضوم جزءا من الامعاء الدقيقة مما يتيح امتصاص الحد الادني من السعرات الحرارية التي تتضمنها الوجبات وبناء عليه.. وداعا للسمنة. الا ان دراسة أجريت على حيوانات التجارب ونشرت نتائجها الاربعاء الماضي تتناقض وهذه النظرية اذ انها خلصت الى ان أحد أشيع واكثر جراحات علاج السمنة فعالية يكون سببها ليس مجرد انقاص الوزن عن طريق تصغير حجم المعدة كما كان يعتقد من قبل بل من خلال تغيير انواع البكتيريا التي تعيش في القناة الهضمية. وتقول هذه الدراسة إن جراحات انقاص الوزن تقضي على الميكروبات المسببة للبدانة وتحل محلها اخرى تعمل على القضاء على السمنة. واذا كان ذلك يسري على البشر ايضا وليس مجرد حيوانات التجارب في المعامل فان نفس اسلوب تغيير نوع البكتيريا الذي يتحقق من خلال اعادة تشكيل القناة الهضمية لمن يعانون من السمنة يمكن انجازه - بأقل تكلفة ودون خوض أي مخاطر - دون الخضوع لمبضع الجراح. وقال فرانشيسكو روبينو من الجامعة الكاثوليكية في روما ورائد جراحات القضاء على السمنة "تبرهن هذه التجارب الرائعة على ان بامكانك محاكاة اثر الجراحة لكن دون الاضطرار الى اجرائها." واضاف روبينو الذي لم يشارك في هذه الدراسة "على سبيل المثال بمقدورك ان تغير نوع البكتيريا او ان تتحكم حتى في نوعية الغذاء" لتشجيع البكتيريا التي تسهم في انقاص الوزن وتثبيط الانواع الاخرى الضارة. وبالنسبة الى كثير ممن يعانون من البدانة المفرطة لاسيما أولئك من اصيبوا بالنوع الثاني من داء السكري فقد افلحت جراحات تصغير المعدة فيما لم تنجح مختلف الاساليب الاخري. وتشير الدراسات الى ان هؤلاء المرضى يفقدون من 65 الى 75 في المئة من اوزانهم عقب الجراحات كما يشفون تماما من السكري. ويقول جراحو تصغير المعدة وخبراء انقاص الوزن ان هذه الجراحات لا تغير فقط من الوظيفة التشريحية للجسم بل انها تؤثر ايضا على عمليات التمثيل الغذائي وعلى وظائف الغدد الصماء وعلى تغيير نوعية الميكروبات التي تعيش في القناة الهضمية لمن اجريت لهم هذه الجراحات. الا ان الباحثين لا يعرفون على وجه الدقة ان كان تغيير نوعية الميكروبات هو السبب او النتيجة لجراحات انقاص الوزن. وهذا هو الذي دفع الباحثين بمستشفى ماساتشوستس العام الى الشروع في دراسة جديدة للاجابة على هذا السؤال.