القاهرة – العرب اليوم
يعد الانزلاق الغضروفي من أمراض العظام الشائعة بسبب قلة الحركة أو التحميل الخاطئ على العمود الفقري. وغالباً ما يمكن مواجهة الانزلاق بواسطة الأدوية والعلاج الطبيعي، ولكن بعض الحالات الطارئة تستدعي اللجوء للجراحة.
يقول رئيس الرابطة الألمانية لأطباء العظام والعمود الفقري راينهارد شنايدرهان إن أقراص العمود الفقري تتكون من شريط خارجي يشبه الإطار يعرف باسم الحلقة الليفية، والتي تحتوي على مادة تشبه 'الهلام'.
وعند الضغط على هذه الأقراص قد يندفع الهلام الداخلي من خلال فتق أو نقاط ضعف إلى الغلاف الخارجي، مما يؤدي لانتفاخ الجزء الضعيف مثل البالون والذي يخرج من بين الفقرات ويضغط على الأعصاب في النفق الفقري.
ويتسبب القرص المنزلق في تهيج جذور الأعصاب التي تخرج من النخاع الشوكي، وهو ما يظهر من خلال الشعور بآلام أو تنميل في الذراع أو الساق.
وعادةً لا يعاني المصابون بالانزلاق الغضروفي من أية أعراض، وحتى عند ظهور الأعراض المرضية فإن الغالبية العظمى من المرضى لا تحتاج إلى تدخل جراحي.
وأوضح شنايدرهان أن الانزلاق الغضروفي يمكن أن يحدث نتيجة القيام ببعض الأعمال التي تبدو بسيطة وسهلة مثل رفع صندوق مشروبات صغير.
طبقة عازلة
وتعمل الأقراص الفقرية -التي يبلغ عددها 23 قرصاً- كنوع من الطبقة العازلة بين فقرات العمود الفقري، وتشتمل هذه الأقراص على حلقة ليفية تعمل على استقرار وثبات القرص الفقري في مكانه، وتحتوي على جزء داخلي يسمى النواة اللبية.
وقد تتمزق الحلقة الليفية في بعض الأحيان من خلال رفع صندوق المشروبات مثلاً، وبالتالي تبرز النواة اللبية للخارج، ومن ثم فإنها تضغط على الأعصاب الموجودة في القناة الشوكية، ويؤدي ذلك إلى شعور المريض بآلام في الساق أو الذراع وبعض الأعراض المرضية الأخرى.
وأشار الطبيب الألماني إلى تزايد خطر الإصابة بالانزلاق الغضروفي في حال الجلوس فترة طويلة أو التحميل على جانب واحد من الجسم أو القيام بحركات خاطئة أو قلة النشاط البدني والحركي. وتختلف آلام الانزلاق الغضروفي عن آلام الظهر التي تظهر بسبب حالات الشد والتوتر والإجهاد.
ويمكن أن تشير آلام الوخز القوية في الظهر إلى الإصابة بالانزلاق الغضروفي، كما قد يشعر المريض أيضاً بتنميل وخدر في الذراعين والساقين، وهو ما ينطبق أيضاً على أعراض الشلل، وفي مثل هذه الحالات يتعين على المريض التوجه إلى الطبيب في غضون يومين أو ثلاثة.
يقول البروفيسور بيرند كلادني، نائب رئيس الجمعية الألمانية لجراحة العظام والحوادث، إن هناك الكثير من حالات الإصابة بالانزلاق الغضروفي يتم اكتشافها بواسطة التصوير بالرنين المغناطيسي، ولا تظهر على المريض أية أعراض ولا يعاني من أية آلام.
وبالإضافة إلى ذلك، هناك حالات حادة عند الإصابة بالانزلاق الغضروفي، فإذا فقد المريض التحكم في البول والبراز فإنه يجب إجراء التدخل الجراحي في غضون ست ساعات، ومع أعراض الشلل الحادة التي تكون مرتبطة بخطر السقوط بشكل متزايد، من المستحسن اللجوء إلى العمليات الجراحية. وبخلاف ذلك، فإنه يمكن الاعتماد على العلاج التحفظي مع جميع الحالات الأخرى.
علاجات
وعادةً ما يصف الأطباء للمرضى أدوية مضادة للالتهابات ومسكنات أو يتم أخذ حقن وريدية. ويتمكن المرضى من خلال العلاج التحفظي من ممارسة الأنشطة اليومية العادية واستعادة المزيد من الاستقرار والثبات في منطقة الجذع.
وأكد الطبيب شنايدرهان أن العلاج التحفظي يساعد على تحسن الكثير من حالات الإصابة بالانزلاق الغضروفي، وقد تمتد فترة العلاج لمدة ستة أسابيع.
وفي كل الأحوال، يتعين على المريض استشارة أكثر من طبيب قبل اتخاذ قرار بإجراء التدخل الجراحي. وأشار البروفيسور كلادني إلى أنه يجب ألا يكون هناك ذعر وخوف من التدخل الجراحي، فضلاً عن أنه لا يجوز التهوين من الأمر، نظراً لأن كل عملية تخدير تجلب معها مخاطر، ومع كل جرح حتى إذا كان صغيرا قد يصاحبه خطر حدوث مضاعفات.
ومن جانبه أشار ميشيل بريبش، من الرابطة الألمانية للعلاج الطبيعي، إلى أنه يمكن الوقاية من الانزلاق الغضروفي من خلال بعض السبل، مثل الابتعاد عن أوضاع التحميل الخاطئة على الجسم مثل الجلوس فترات طويلة، بالإضافة إلى ضرورة ممارسة الرياضة والنشاط البدني لمنع الإصابة بالانزلاق الغضروفي.
وينصح الخبير الألماني بممارسة بعض الرياضات، مثل الركض والمشي لمسافات طويلة وركوب الدراجات بالإضافة إلى اليوغا.