واشنطن ـ العرب اليوم
النوم، كالتنفس، شرط أساسي لعيش الإنسان وليستمر في العمل والإبداع بشكل أفضل، لذا لا يمكننا تجاهل أهمية النوم، وهذا الأمر يطرح سؤالا هاما، كم من الوقت نستطيع البقاء دون نوم؟
أجري العديد من الأبحاث في هذا الصدد، وذكرت إحدى الدراسات التي تناولت اختبار قدرة الفئران على تحمل حرمانها من النوم، أن حيوانات التجارب ماتت في غضون 11 إلى 32 يوما.
ولكن ما يزال هنالك الكثير من الأمور غير المعللة في الأبحاث حول أهمية النوم، فلا يمكن أن يكون الحرمان من النوم هو سبب وفاة فئران التجارب. يمكن تحديد عدد من الأساليب المُستخدمة في البحوث كأسباب محتملة للموت، كمثل القول بأن الحيوانات كانت تُوقظ باستخدام الصدمات الكهربائية في كل مرة ترغب فيها بالنوم.
ولم يستطع البحث الإجابة عن سؤال يتعلق بالمدة التي يستطيع فيها الإنسان البقاء دون نوم، وهنالك إدراك فعلي خارج حالات الدراسة العلمية لحتمية موت الأشخاص بعد إمضاء فترات من عدم النوم على الإطلاق.
وتجدر الإشارة هنا إلى مرض الأرق الوراثي المميت، وهو مرض نادر من أمراض البرايون يصيب الدماغ وينتقل وراثيا، وبمجرد أن تظهر لدى الأفراد أعراض المرض بدءا من الأرق، يبدأ هذا بالتطور سريعا لتظهر أعراض أخرى تشمل الهلوسة وفقدان الوزن وأخيرا الخرف قبل الموت.
ويذكر أن الحالة الأكثر شيوعا لهذا المرض النادر، هي وفاة مايكل كورك بعد 6 أشهر من فقدانه ملكة النوم. وكما هي الحال مع التجارب السريرية على الحيوانات، من الصعب جدا تحديد ما إذا كان الحرمان من النوم هو السبب النهائي للموت بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من مرض الأرق الوراثي المميت (Fatal familial insomnia-FFI)، لذا لا يمكننا اعتبار مدة الـ 6 أشهر مثابة الرقم الفعلي للمدة التي يستطيع الإنسان بقاءها دون نوم قبل أن يموت.
في نهاية المطاف، لم يتوصل العلم إلى تحديد مدة ثابتة، ولكن بدأ الباحثون بالفعل تحقيق تقدم في فهم أهمية وظائف النوم.
وتدل الأبحاث على أن ليس من الحكمة تجاهل حاجتنا للنوم، مع وجود الكثير من الآثار السلبية للحرمان من النوم الجزئي.