دخن الجزائريون العام الماضي ما يعادل 74 مليار #سيجارة أدت إلى وفاة حوالي 15 ألفا منهم نتيجة إصابتهم بأمراض يتسبب فيها التدخين، ورغم حملات التوعية التي تقوم بها السلطات والإجراءات التي اتخذتها للحد من هذه الظاهرة إلا أنها لم تؤت ثمارها، فأرقام الاستهلاك مازالت في تصاعد خاصة في صفوف الشباب.

وكشفت دراسة قام بها المخبر الأميركي "ماركت روسيرتش هوب" مؤخرا والتي وصفت ظاهرة التدخين في الجزائر بالمقلقة، أن نسبة استهلاك السجائر في هذا البلد تتزايد سنويا بـ 6 بالمائة، وأن الجزائريين دخنوا ما معدله 74.24 مليار سيجارة السنة الماضية وهو ما يعني أن معدل استهلاك الفرد الواحد في العام يساوي 747 سيجارة.

وفي آخر تصريحات رسمية، أفاد تقرير لوزارة الصحة الجزائرية أن 15 ألف جزائري يموتون سنويا بسبب التدخين، و60 بالمائة من المدخنين حالتهم الصحية متدهورة، مما جعل السلطات تتدخل في محاولة منها للتقليص من هذه الظاهرة ومحاصرتها عبر القيام بحملات توعية للإحاطة بآثارها السلبية على الصحة العمومية وعلى الثروة البشرية للبلاد.

ورغم البيئة المحافظة للمجتمع الجزائري، تمس هذه الظاهرة كافة فئات المجتمع ومن بينهم النساء، حيث تشير الأرقام الرسمية وجود واحد من أصل كل اثنين ذكور يدخن، ما يمثل نسبة 44 بالمائة من مجموع الذكور فوق سن 15، كما أن هناك مدخنة واحدة من أصل كل 10 نساء وهو ما يمثل نسبة 9 بالمائة عند الإناث.

لكن هذه الظاهرة تعرف انتشارا خاصة لدى فئة الشباب حيث يوجد مليوني شاب مدخن 15% منهم يدرسون في المدارس الإعدادية، و25% من تلاميذ المرحلة الثانوية، وهو ما دفع الدولة الجزائرية إلى إصدار قرار يحظر التدخين داخل المؤسسات التعليمية وتكثيف الحملات التحسيسية داخلها لتوعية الطلاب بمخاطر التدخين على صحتهم ومستقبلهم.