مسؤولو الصحة في الكونغو يسابقون الزمن لمنع كارثة تفشي الحمى الصفراء

إنها مشاهد فيلم كارثي.. حيث تتفشى الحمى الصفراء في عاصمة الكونجو التي تعج بمواطنين لم يتم تطعيمهم ويعيشون في أحياء بائسة تفتقر إلى شبكات الصرف الصحي مما يخلق بيئة خصبة لانتشار البعوض.

ويعتبر سكان كينشاسا البالغ عددهم 12 مليون نسمة أكثر عرضة للإصابة بالحمى الصفراء التي تودي بحياة الكثير من الأشخاص رغم سهولة الوقاية منها.

وأودى الفيروس بحياة 353 شخصا على الأقل في جمهورية الكونجو الديمقراطية وأنجولا المجاورة.

ورغم أن الفيروس الذي يحمله البعوض لم يتفش على نطاق واسع حتى الآن في ثالث أكبر مدن أفريقيا إلا أن مسؤولين في حكومة الكونجو ومنظمة الصحة العالمية يسابقون الزمن لتجنب تكرار هذا النوع من الأوبئة التي تفشت في مدن غربية قبل قرون وأودت بحياة أعداد كبيرة من السكان مثل نيويورك وفيلادلفيا.

وقبل ثلاثة أسابيع من بدء حملة تطعيم 11.6 مليون شخص في ثلاثة أقاليم بالكونجو يوشك الوقت على النفاد مع وجود 1.3 مليون جرعة فقط في طريقها إلى الكونجو.

وقال بارت يانسنز مدير العمليات في منظمة أطباء بلا حدود "أصبح الوباء قادرا على تطوير نفسه مما يصعب عملية التصدي له."

ويوجد في العالم حاليا ستة ملايين جرعة من التطعيم والطريقة التي يمكن بها إنتاج المزيد ستستغرق نحو عام. وكإجراء طارئ قرر مسؤولو الصحة تقسيم الجرعة إلى خمس جرعات لتغطية أكبر عدد ممكن من الناس رغم أن مفعولها سيقل من مدى الحياة إلى عام فقط.

وكانت الحمى الصفراء ذات يوم مرضا فتاكا في الغرب وقتلت نحو عشر سكان نيويورك وفيلادلفيا في القرن الثامن عشر. ومنذ 80 عاما مضت أنتج تطعيم تمكن من استئصال الفيروس في دول العالم الغنية.

وينتشر المرض في المناطق الريفية النائية بأفريقيا ولم يهدد منذ السبعينات من القرن الماضي أي مدينة كبيرة.

وبدأ أحدث تفش للفيروس في أنجولا في ديسمبر كانون الأول وطبقا لآخر الإحصائيات هناك نحو 3464 حالة يشتبه بإصابتها بالفيروس يعيش نحو ثلثهم في الكونجو.

وعلى عكس فيروس إيبولا الذي أودى بحياة 11300 شخص في غرب أفريقيا منذ 2013 يقول مسؤولو الصحة إن الحمى الصفراء تنتشر ببطء في مراحلها الأولى نظرا لأن البعوض الحامل للفيروس لا ينتقل أكثر من مئة متر.