واشنطن – العرب اليوم
أظهرت دراسة حديثة أن الرأي السائد الذي كان يعتبر مضيف الطيران المثلي الكندي غايتان دوغاز الملقب بـ "المريض صفر" كان هو مصدر انتشار وباء الإيدز في الثمانينات في الولايات المتحدة، كان خطأ.
وقد "انتقل" فيروس نقص المناعة البشرية المكتسب (إيدز) الذي أودى بحياة نحو 650 ألف شخص في الولايات المتحدة، من الكاريبي إلى نيويورك قرابة العام 1970 وسرعان ما انتشر منها في أرجاء البلاد، وفق تحليلات نشرتها مجلة "نيتشر" العلمية.
وقد تعرض غايتان دوغاز بعيد وفاته لموجة ازدراء باعتباره مصدر انتشار الفيروس في الولايات المتحدة، لكنه لم يكن في الواقع سوى أحد الضحايا الكثيرين للوباء. وهو بذل جهوداً لمساعدة اختصاصيي الصحة على معرفة كيفية انتشار الفيروس، خصوصاً من خلال الكشف على عشرات الشركاء الذين أقام معهم علاقات جنسية قبل وفاته في العام 1984، في حين لم يفصح آخرون إلا عن قلة قليلة من الأسماء.
ويستند المقال المنشور في مجلة "نيتشر" إلى تحليلات متعمقة على الصعيدين التاريخي والجيني ومن شأنه أن يدحض المفهوم الشائع لما يعرف بـ "المريض صفر".
فقد أعاد فريق من جامعة أريزونا في توسون تحت إشراف مايكل وروربي، وباحثون من جامعة كامبريدج البريطانية تشكيل أصول الوباء بعد استعادة مواد جينية متدهورة من الفيروس من ثماني عينات دم تعود لحوالي 40 عاماً، فضلا عن عينات من مضيف الطيران.
وبفضل تقنيات مطورة خاصة بالجزيئات، تمكنوا من إعادة تكشيل مجين الفيروس.
ولم يعثر الباحثون على أي "دليل بيولوجي أو تاريخي يدل على أن المريض صفر كان أول حالة في الولايات المتحدة".
وقال ريتشارد ماكاي (كامبريدج) المؤرخ المختص في الصحة العامة وأحد القيمين الرئيسيين على الدراسة إن "دوغاز كان أحد المرضى الأكثر عرضة للتحقير في التاريخ".
وبحسب المؤرخ، فقد سمحت أدلة تاريخية عدة بالكشف عن عدم صواب مفهوم "المريض صفر منذ عدة عقود". لكن، بات "أمامنا اليوم أدلة جينية تناسلية" تسمح لنا بتعزيز هذا الموقف.
في العام 1987، نشر الصحافي راندي شيلتس كتاباً عنوانه "ذي باند بلايد" أشار فيه إلى أن مضيف الطيران هذا الذي أصله من كيبيك كان من أوائل مرضى الايدز الذين أقاموا علاقات مع أميركيين.
فلقب هذا الأخير الذي كان قد توفي في تلك الفترة بـ "المريض صفر" وتعرض لموجة من الازدراء في وسائل الإعلام التي اتهمته بنشر الوباء في الولايات المتحدة، في حين يؤكد العلماء أنه لم يضطلع بهذا الدور.
فقد انتقل الفيروس الافريقي المنشأ إلى نيويورك قبل تشخيص هذه الحالة سنة 1981.
وقد كشف النقاب عن هذه النتائج في آذار/مارس وهي عرضت بالتفصيل في مجلة "نيتشر" الأربعاء.