منظمة الصحة العالمية

دعت منظمة الصحة العالمية صانعي القرار في العالم للعمل معًا على إتاحة العلاج لجميع الأشخاص المتعايشين مع التهاب الكبد "سي" المزمن، فالعلاج المتوافر حديثًا والمعروف بسماته المضادة للفيروسات وذات المفعول المباشر هو علاج آمن ويسهل تناوله وتتجاوز احتمالات الشفاء أكثر من 95% من المصابين بالتهاب الكبد "سي" في مدة تتراوح ما بين 12 و24 أسبوعا، إلا أن ارتفاع ثمن العلاج يحول دون الحصول عليه من جانب الأفراد أو إتاحته من جانب الحكومات.

وأشار مدير منظمة الصحة العالمية الإقليمي لشرق المتوسط الدكتور علاء الدين العلوان - في بيان اليوم الأحد بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي لالتهاب الكبد - إلى أن إقليم شرق المتوسط يشهد كل عام نحو 400 ألف إصابة جديدة بفيروس التهاب الكبد "سي"، وسوف يُصاب ثلثا هذا العدد بمرض التهاب الكبد "سي" المزمن، الذي يعد أحد الأسباب الرئيسية للإصابة بسرطان الكبد، وفي الوقت الحالي، يبلغ عدد المتعايشين مع التهاب الكبد "سي" المزمن في الإقليم حوالي 16 مليون شخص.

وقال الدكتور علاء الدين العلوان: "كان علاج التهاب الكبد "سي" يستلزم الحقن لفترات طويلة، ما يقلل من فعالية ذلك العلاج ويتسبب في آثار جانبية شديدة، أما اليوم، فتتوافر أدوية جديدة غيرت من قواعد اللعبة وتبشِّر بوضع نهاية لمرض التهاب الكبد "سي" المزمن، إلا أن ثمن المقرر العلاجي الواحد بهذا الجيل الجديد من أدوية التهاب الكبد قد يصل إلى 84 ألف دولار، وهي تكلفة لا تستطيع الحكومات، فضلًا عن الأفراد، تحملها".

وأضاف الدكتور علاء الدين العلوان أن "المسؤولية تجاه ضمان الحق في الصحة تقع على عاتق الحكومات وشركات الأدوية على حد سواء؛ فشركات الأدوية عليها التزام بوضع آليات من شأنها تحسين إمكانية وصول الأدوية الأساسية إلي غير القادرين على تحمل تكلفتها، كما أن على الحكومات الاضطلاع بمسؤولية إتاحة الأدوية الأساسية بصفة مستدامة".

جدير بالذكر أن اليوم العالمي لالتهاب الكبد لعام 2016 يسلط الضوء على رفع مستوى الوعي فيما بين الجمهور والعاملين في مجال الرعاية الصحية حول العلاج الجديد، فالأشخاص المتعايشين مع التهاب الكبد "سي" والمتأثرين به، بمن فيهم مقدمي الرعاية الصحية، يجب أن يكون لهم دور فاعل مع حكوماتهم في تكثيف الطلب على العلاج من خلال تكوين الجمعيات المعنية بهذا الأمر والأخذ بزمام المبادرة في جعل مضادات الفيروسات الجديدة ذات المفعول المباشر متوافرة بتكلفة يمكن تحملها.