الأقزام يعيشون بيننا وهم كثيرون فى العالم ولا يلفتون الانتباه مثل العمالقة، وتوجد قبائل كاملة اشتهرت بهم، ويتعامل معهم الكثير على أنهم أطفال لأول وهلة، هذا بالإضافة إلى الفناء المتعمد بالإهمال، رغم تاريخهم البائس وجدنا قدماء المصريين يحترمونهم ويجعلون لهم مكانة مرموقة بل وجدت لهم تماثيل لشخصيات مرموقة من الأقزام فى مصر القديمة وكان المصريون قد اجتلبوهم خلال تجارتهم مع النوبة، وقد جىء بأول قزم أيام الملك "أسيسى من الأسرة الخامسة"، على حين جىء بآخر قزم من بلاد يام فى النوبة العليا من أجل الملك الطفل بيبى الثانى. يشرح كل من د. خالد المنباوى، أستاذ طب الاطفال بالمركز القومى للبحوث، ود. سوزيت هلال، استشارى المخ والأعصاب بالمركز القومى للبحوث، ما هو التقزم؟ وما الأسباب التى تؤدى إلى إصابة الجنين به؟، وهل هو مرض وراثى أم لا؟ وكيف تحافظ الأم على جنيها من التقزم؟. يقول المنباوى ترجع أهمية موضوع التقزم إلى معلومات هامة ونتائج دراسات عديدة أوضحت أن عدد الأقزام فى العالم طبقاً لأحدث إحصائية بلغ 200 ألف قزم، هذا بالأضافة إلى دراسة مصرية حديثة أعدها معهد بحوث الأغذية، التابع لمركز البحوث الزراعية أثبت إلى أن حوالى 38% من المصريين يعانون "التقزم الغذائى"، وهو قصر القامة المرتبط بسوء التغذية وأن هناك علاقة وثيقة بين التغذية والتقزم الغذائى وانخفاض الوزن لدى الأطفال والأمهات. ولقد أثبتت دراسات مصرية أخرى أن ظاهرة التقزم الغذائى بلغت بين الأطفال 24% عموماً، حيث تزداد بالناطق الريفية إلى 25.2% عن المدينة التى تبلغ نسبتها 20.5%، أما فى الصعيد المصرى ترتفع النسبة إلى 47%، وتصل فى الوجه البحرى إلى 30.8%. أوضح المنباوى أن انخفض الوزن بين الأطفال عن المعدل الطبيعى حيث بلغ 19.4% فى الريف، بينما وصل فى المدينة إلى 14.4% . يرجع السبب فى ذلك إلى تغيير الأنماط الغذائية، والاعتماد على الوجبات السريعة، وتجاهل الرضاعة الطبيعية للطفل، وراء التدهور الشديد فى الأوضاع الصحية. أكد المنباوى على أن الإصابة بالتقزم قد يحدث عندما يكون هناك نقص فى هرمون النمو أثناء فترة الطفولة، الذى يتم إفرازه بواسطة الغدة النخامية التى تعرف باسم "المايسترو" كما يطلق عليها المتخصصون وهذا الهرمون وظيفته التحكم فى عملية التمثيل الغذائى خاصة البروتين، وهذا السبب أو المرض يمكن علاجه طبياً فى الصغر ونسبة النجاح تكون كبيرة