التقزم "قصر القامة الحاد" هو أن يكون طول الشخص يقل بصورة حادة عن متوسط طول أقرانه فى العمر، والجنس، والشروط البيئية، والنفسية ذاتها. يقول د. خالد المنباوى أستاذ طب الأطفال واستشارى أعصاب الأطفال – المركز القومى للبحوث، يجب أن يتفهم الوالدان أنه ليس كل طفل قصير القامة يعد قزما، بل هناك معايير طبية تحدد هل حالة الطفل مجرد قصر فى القامة أم حالة تقزم، كما أن نوع التقزم ودرجته يختلف من حالة إلى حالة. وأشار إلى أن عدد الأقزام فى العالم طبقاً لأحدث إحصائية بلغ 200 ألف قزم، منهم فى مصر فقط 70 ألفاً أى أن 35% من أقزام العالم من مصر، وهى نسبة مزعجة وتستدعى أن ندق ناقوس الخطر لمواجهة هذا المرض، حيث إنه طبقا لمسح سكانى تم بالإضافة إلى عدد من الدراسات، تمت بناء على منحنى النمو الخاص بمنظمة الصحة العالمية، الذى تجريه وزارة الصحة بشكل دورى كل أربع سنوات بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية واليونيسيف، التى أوضحت إن 29% من الأطفال من سن يوم وحتى 4 سنوات مصابون بالتقزم (قصر حاد فى الطول) نتيجة لعوامل متعددة إلا أن سوء التغذية كمسبب لتلك الظاهرة يعد فى المقام الأول. أوضح المنباوى أن مرض قصر القامة، قد يحدث عندما يكون هناك نقص فى هرمون النمو أثناء فترة الطفولة، والذى يتم إفرازه بواسطة الغدة النخامية التى تعرف باسم المايسترو، كما يطلق عليها المتخصصون وهذا الهرمون وظيفته التحكم فى عملية التمثيل الغذائى خاصة البروتين، وهذا السبب أو المرض يمكن علاجه طبياً فى الصغر ونسب النجاح تكون كبيرة. ولقد أكدت العديد من الدراسات أن نقص أو خلل التغذية سواء للأم الحامل أو الطفل الرضيع تعتبر من أهم الأسباب، وقد تم تنبأت بأنه على مدى السنوات القادمة قد يكون لدينا ملايين الأطفال الأقزام، لأن الدراسة حذرت من أن ثلث المواليد فى مصر قد يعانون من التقزم أو القصر الحاد للقامة، إلا أننا يمكن أن نحد من زيادة هذه المشكلة الصحية إذا تم تدارك أسباب هذه المشكلة ومكافحتها منذ البداية. وترجع أسباب قصر القامة إلى عدة أسباب: 1- بعض الأمراض التى تصيب الأم الحامل، كالحصبة وتسمم الحمل، وضعف التغذية أثناء الحمل، قد تؤدى فى كثير من الأحوال إلى إنجاب مولود صغير الحجم، يعانى من مشكلة قصر القامة فيما بعد، كذلك التشوهات العظمية الغضروفية الوراثية والتى تؤثر على النمو الطبيعى للعظام والغضاريف، وعدم وجود التنسيق فى شكل البنية الجسدية ولكن قصر القامة لا تكون حادة جدا فى هذا النوع. 2- كما يمكن أن يكون قصر القامة عند الأطفال أحد الأعراض كجزء من أعراض المرض الأساسى ويختلف سبب قصر القامة طبقاً لاختلاف نوعية المرض، فمثلا المواليد الذين يعانون من أمراض القلب الوراثية يصاحبها قصر القامة، وكذلك بعض أمراض الجهاز الهضمى وعلى رأسها النزلات المعوية المزمنة، وأمراض الجهاز التنفسى، والربو المزمن، أمراض الجهاز البولى، الكلى، بعض أمراض الجهاز العصبى ونقص الفيتامين وسوء التغذية. وعن علاج التقزم أضاف المنباوى أنه يمكن إخضاع نمو الطفل لمراقبة مستمرة من الطبيب المختص، من أجل التأكد من أن نموه يسير فى منحنى سليم ومتواكب مع منحنيات النمو السليمة، أما إذا تبين أن نموه غير طبيعى ويعانى من اضطراب، فإن التدخل الطبى المبكر هام جدا بالرغم من التكلفة المرتفعة لهذه العلاجات خاصة فى مراحل الطفل الأولى.