الجزائر ـ وكالات
يرى رئيس مشروع المعهد الوطني للكلى والأستاذ في طب أمراض الكلى، البروفسور طاهر ريان، أن ثقافة التبرع بالأعضاء لم تترسخ بعد في الجزائر بالنظر إلى الأرقام الموجودة، حيث تم تسجيل من بين مليون و500 مريض بالقصور الكلوي المزمن، 7 إلى 8 آلاف مريض في قائمة انتظار لإجراء عملية زراعة الكلى، مرجعا سبب ذلك إلى عدم وجود متبرعين بالنظر إلى أن 80 بالمائة من العائلات ترفض التبرع لإنقاذ حياة مرضى القصور الكلوي. وأوضح البروفسور، في حديثه للإذاعة الجزائرية، أنه أمام التزايد المستمر لمرضى القصور الكلوي خلال كل عام، والمقدر عددهم بـ 16 ألف مريضا خلال السنة الجارية، يجب أن تصبح عملية التبرع بالأعضاء قضية وطنية من خلال تكثيف الحملات الإعلامية والتحسيسية على مستوى المساجد والمدارس، لإقناع المواطنين بأهمية التبرع بالأعضاء، خاصة من قبل الأشخاص المتوفين دماغيا لإنقاذ حياة العديد من الأرواح وللتقليص من نسبة الرفض. ودعا طاهر ريان، في هذا الجانب، إلى ضرورة أن يقوم الراغبون في التبرع بأعضائهم بعد الوفاة بإثارة هذا الموضوع في محيطهم العائلي، مشيرا إلى أهمية دور الوكالة الوطنية للتبرع بالأعضاء التي تعمل على تنظيم هذه العملية عبر سجلات رسمية ومنح بطاقات للأشخاص الموافقين على التبرع بكلاهم بعد موتهم، موضحا أن ما يميز واقع أمراض الكلى في الجزائر هو التزايد المستمر لعدد المرضى خلال كل سنة، حيث سجلنا نسبة ارتفاع تقدر بحوالي 7 بالمائة. ففي السنة الماضية كان عدد المرضى يقدر بـ15 ألف و500 مريض تجرى لهم عملية تصفية الدم، ليرتفع العدد إلى 16 ألف خلال السنة الجارية، وهذا العدد سيستمر في الارتفاع لأننا نسجل كل سنة حوالي 3 إلى 4 آلاف مريض جديد، وعدد الجزائريين المصابين بمرض القصور الكلوي المزمن حوالي مليون و500 جزائري.. وهو مشكل كبير برغم أن الجزائر سخرت كل إمكانياتها للتكفل بمرضى القصور الكلوي المزمن من خلال إنشاء قرابة 300 مركزا لتصفية الدم على مستوى التراب الوطني، “ولكن المشكل الكبير الذي يعاني منه مرضى القصور الكلوي المزمن هو قلة عمليات زراعة الكلى.. فنحن نقوم كل سنة بحوالي 100 إلى 150 زراعة كلى، ولدينا بين 7 إلى 8 آلاف مريض في قائمة الانتظار، ويجب علينا القيام بأكثر من ألف عملية زراعة كلى كل سنة حتى نتمكن خلال 7 سنوات من زرع الكلى لهؤلاء، وهو رقم بعيد عن تحقيق هذه الغاية، لأن الـ 7 آلاف الذين هم في قائمة الانتظار 20 في المائة منهم فقط لديهم متبرعون، في حين ليس للـ 80 بالمائة أي متبرع، والحل الوحيد هو إجراء عملية زراعة الكلى بعد أخذها من الناس المتوفين دماغيا، ومشكل آخر يكمن في عدم وجود متبرعين بعد الوفاة.. ولهذا نقوم بعمليات تحسيسية كل سنة لإقناع الناس بعملية التبرع بالأعضاء بعد الوفاة، وأن هذه العملية من الناحية الدينية والشرعية هي صدقة جارية، غير أن ثقافة التبرع بالأعضاء لم تترسخ بعد في بلادنا”.