جامعة نايف العربية

كشفت دراسة اجتماعية حديثة أن نحو 82% من المرضى النفسيين يلجؤون إلى شيوخ الرقية الشرعية بدلا من لجوئهم إلى العلاج النفسي المختص في المستشفيات، هربا من النظرة الاجتماعية السلبية التي يوصموا بها عند مراجعتهم مستشفيات الصحة النفسية. 

وأظهرت الدراسة أن 78% من أفراد المجتمع يرفضون الزواج من الشخص الذي سبق له مراجعة مستشفيات الصحة النفسية في حين أن 80% يعتقدون بأن هؤلاء الأشخاص يمثلون خطرا عليهم.

وتكشف الدراسة عن ثلاثة معوقات تعيق المرضى النفسيين من مراجعة المستشفيات النفسية ومواصلة العلاج النفسي المتخصص، وهي المعوقات الاجتماعية مثل النظرة السلبية للمرضى النفسيين، وانتشار الخرافات حول الأمراض النفسية كاستخراج الجن منهم، وربط هذه الأمراض بالجنون، والاعتقاد بأن الأدوية النفسية تؤدي إلى الإدمان. 
وهناك أيضا المعوقات الثقافية مثل الاعتقادات والمفاهيم الخاطئة حول المرض ووصمة العار والتمييز وعزل الأشخاص الذين يعانون المرض النفسي، وأخيرا هناك المعوقات التي تسبب فيها الإعلام، منها إظهار المعالج النفسي في قالب سيئ، وإظهار المريض وما يميز به من سمات شكلية وسلوكية بطريقة خاطئة، وربط الجنون بالمرض في الأفلام والمسلسلات وغيرها من المواد الإعلامية الترفيهية.

وتكشف الدراسة التي أعدها الباحث الاجتماعي أنور العنزي وقدمها إلى قسم العلوم الاجتماعية في جامعة نايف العربية، ما يعانيه المراجعون لمستشفيات الصحة النفسية التي تحد من مراجعة المرضى النفسيين والمحتاجين للمساعدة والإرشاد النفسي والاجتماعي من مراجعة المستشفيات، كما أنها تجبر كثيرا من المرضى وذويهم على عدم مواصلة العلاجات في ظل الضغوطات الاجتماعية التي يواجهونها. 

وتهدف الدراسة إلى التعرف على العوامل الاجتماعية التي تحد من فاعلية الجهود العلاجية للمرضى النفسيين من وجهة نظر الفريق الطبي المعالج، كما سعت إلى التعرف على العوامل الثقافية التي تحد من فاعلية الجهود العلاجية للمرضى النفسيين من وجهة نظر الفريق الطبي المعالج. وقدم الباحث في دراسته أربع توصيات لتسام في تغيير النظرة الاجتماعية للمرضى النفسيين، منها تفعيل دور المستشفيات المتخصصة في تغيير فكرة المرض لدى المجتمع، وإعطاء الفرصة للمريض للتعايش واستيعابه قدر الإمكان، وكذلك توعية المجتمع بأهمية العلاج، وضرورة إسهام الإعلام في هذه المهام بشكل مستمر.