يرى قادة صناعة الدواء ومسؤولو الصحة في العالم، أن الأدوية التي أطلقوا عليها "الملاذ الأخير"، هي الدواء الناجع لمكافحة جراثيم عملاقة تتكاثر بسبب المبالغة في إعطاء المضادات الحيوية للمرضى من قِبل الأطباء. وتمنى مسؤولو الصحة أن يتطلب الأمر موافقة سريعة على أدوية الملاذ الأخير، وفي الوقت نفسه ضمان أن يعود ذلك بالفائدة على شركات الدواء. اليوم يواجه العالم أزمة من نوع آخر هي هذه المرة معضلة مقاومة الجراثيم للمضادات الحيوية، وأمام هذه الأزمة فعلت صناعة الدواء العكس تماماً. فقد قررت تقليص الأبحاث في قطاع لا توجد فيه فرص كبيرة للربح. لقد أصبحت المضادات الحيوية ضحية للنجاحات التي حققتها. فنظراً لرخصها واستخدامها كعلاجات عادية بالغ الأطباء في وصفها لمرضاهم وزاد استخدامها بشكل عشوائي، مما تسبّب في ظهور "جراثيم عملاقة" لا يمكن للمضادات الحيوية أن تحاربها. هذه "الجراثيم العملاقة" آخذة في النمو لكنها لم تنتشر بعد على نطاق واسع، ولذلك فإن الأبحاث المكلفة الضرورية لمحاربتها لا تستحق كل هذا العناء. ويقول خبراء الطب إن هذه المحنة قد تعيد صناعة الدواء إلى ما قبل اكتشاف ألكسندر فليمنج للبنسيلين عام 1928. ويرى قادة صناعة الدواء ومسؤولو الصحة الذين أطلقوا صيحة التحذير، أن حل هذه المشكلة يتطلب موافقة سريعة على أدوية الملاذ الأخير، وفي الوقت نفسه ضمان أن يعود ذلك بالفائدة على شركات الدواء.