إكتشف باحثون سلالة من البكتريا بامكانها إصابة البعوض وجعله مقاوما لطفيلي الملاريا. وأثبتت دراسة نشرها هؤلاء في نشرة (ساينس) العلمية أن الطفيلي لا يمكنه العيش في البعوض المصاب بهذه السلالة. يذكر ان مرض الملاريا ينتقل من الانسان المصاب إلى السليم بواسطة البعوض، ولذا يأمل الباحثون بأن يتمكنوا من تقليل عدد الاصابات بين البشر عن طريق زيادة مناعة البعوض للطفيلي. ويقول خبراء إن هذه الطريقة توفر أملا للسيطرة على انتشار الملاريا على المدى البعيد. والملاريا من الأمراض الخطيرة والواسعة الانتشار، إذ تقدر منظمة الصحة العالمية أن زهاء 220 مليون شخص يصابون به سنويا بينما يبلغ عدد الوفيات كل سنة أكثر من 660 الف. وتركزت الدراسة التي أجراها باحثو جامعة ميشيغان بالولايات المتحدة على بكتريا وولباشيا التي تصيب الحشرات. وتنتقل هذه الجراثيم من اناث الحشرات إلى صغارهن، وفي بعض أصناف الحشرات اكتسبت بكتريا وولباشيا القدرة على التلاعب بعملية التكاثر بحيث يرتفع عدد الاناث من أجل ان تستغلها لاغراضها. ولكن بعوض الانوفيليس الناقل للملاريا ليس موبوءا ببكتريا وولباشيا في الطبيعة، إلا أن البحوث المختبرية أثبتت بأن نقل العدوى اليه بشكل مؤقت يجعله مقاوما لطفيلي الملاريا. وكان التحدي الذي واجهه الباحثون يتمحور حول كيفية تحويل العدوى المؤقتة إلى عدوى يمكن نقلها من جيل إلى جيل. وقد إكتشف الباحثون سلالة من بكتريا وولباشيا يمكنها الاستمرار في فصيلة واحدة من بعوض الانوفليس طيلة مدة البحث، أي لـ 34 جيل متعاقب. وقد وجدت طفيليات الملاريا صعوبة كبيرة في التأقلم في هذا النوع "المحور" من البعوض، ولذا فقد انخفضت اعداده أربع مرات مقارنة بالبعوض غير المصاب.