كشفت دراسة بريطانية حديثة أن الأطفال المولودين قيصرياً أكثر عرضة للسمنة أو زيادة الوزن في كبرهم من الأطفال المولودين ولادة طبيعية. وقامت هذه الدراسة التي نُشرت في الدورية العالمية للسمنة بتحليل معلومات عن أكثر من 10 آلاف و200 طفل تمت متابعتهم منذ ولادتهم وحتى عمر الـ15 سنة، حيث تم قياس طولهم ووزنهم بالإضافة للحصول على معلومات عن الأم والعائلة والمستوى الاجتماعي والاقتصادي ونوع التغذية والرضاعة. وأظهرت الدراسة أن ثلث الأطفال يعانون من زيادة الوزن أو السمنة في عمر الثلاث سنوات، أما بعمر 15 سنة فقد وصلت النسبة إلى 17%. وبلغت نسبة الولادات القيصرية في عينة الدراسة 9%، وكان وزن الولادة لدى المولودين بهذه الطريقة أقل وزناً من الأطفال الذين وُلدوا ولادة طبيعية، ولكن بعد عمر الستة أسابيع أصبح أطفال الولادة القيصرية أكثر وزناً من الآخرين واستمروا على هذا المنوال فيما بعد. وكانت نسبة زيادة الوزن والسمنة لدى المولودين قيصرياً أعلى بمقدار 83% (أي الضعف تقريباً) من تلك النسبة عند الأطفال الآخرين. وتتماشى هذه النتيجة مع دراسة الأميركية أجريت العام الماضي، وخلصت إلى أن خطر السمنة لدى أطفال الولادات القيصرية ضعف ما لدى المولودين ولادة طبيعية. يُذكر أنه حتى الآن لا يُعرف السبب وراء هذه النسب، ولكن يُعتقد أن يكون متصل بالجراثيم المفيدة التي يمكن أن يلتقطها الأطفال المولدون ولادة طبيعية أثناء مرورهم بالقناة الولادية، وهذا ما يُحرم منه أطفال الولادات القيصرية. ويطرح بعض الأخصاء تفسيراً آخراً، إذ وُجد في هذه الدراسة ترابط قوي بين وزن الأم عند الولادة وبين معدل حالات السمنة أو زيادة الوزن عند الأطفال المولودين قيصرياً. ومن المعروف من دراسات سابقة أن سمنة الأم تزيد من احتمال الولادات القيصرية. فيصبح سبب سمنة أطفالها قائم سواء كانت ولادتهم قيصرية أم طبيعية حيث تكون هذه المشكلة مرتبطة بالعادات الغذائية وطبيعة النشاط الجسدي السائدة في المنزل والتي أدت للسمنة عند الأم في الدرجة الأولى وعند الأطفال لاحقاً.