تعتزم البرازيل مكافحة عدوى زيكا الفيروسية بتعريض ملايين من ذكور البعوض لأشعة غاما لإصابتها بالعقم ومنع استفحال الفيروس، الذي يعتقد بأنه يرتبط بآلاف من حالات التشوه الخلقي 'الصعل'، وهو تشوه يعاني فيه الجنين من صغر حجم الرأس.

ويستخدم جهاز التعقيم هذا بالفعل في مكافحة ذبابة الفاكهة على جزيرة ماديرا البرتغالية، وقالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية يوم الاثنين إنها ستدفع نفقات شحن هذه الأجهزة إلى منطقة جوازيرو بولاية باهيا البرازيلية بمجرد أن تصدر الحكومة البرازيلية إذن الاستيراد الخاص بذلك.

وقال كوستاس بورتزيس عالم الأحياء الجزيئية بمختبر مكافحة الآفات الحشرية بالوكالة الدولية للطاقة الذرية، إنه أسلوب لمنع النسل وهو المقابل لتنظيم الأسرة لدى البشر.

وتبذل البرازيل التي شهدت أول إصابة بالمرض جهودا حثيثة لاحتواء تفشي فيروس زيكا الذي تنقله بعوضة الزاعجة المصرية (إيديس إجيبتاي) التي تسبب حمى الضنك أيضا، والذي يرتبط بزيادة تبعث على القلق في حالات إنجاب مواليد يعانون من صغر حجم الرأس.

وتهدد هذه العدوى حضور دورة الألعاب الأولمبية في ريو دي جانيرو في أغسطس/آب القادم.

وقال بورتزيس إن شركة موسكاميد البرازيلية غير الهادفة للربح ستتولى تربية 12 مليونا من ذكور البعوض أسبوعيا ثم ستقوم بتعقيمها باستخدام جهاز الإشعاع كوبالت-60 الذي تنتجه شركة 'إم دي إس نورديون' الكندية.

وقال خلال اجتماع للوكالة الدولية للطاقة الذرية ضم خبراء في مكافحة البعوض إنه سيجري بعد ذلك نشر البعوض العقيم في مناطق مستهدفة للتزاوج مع إناث البعوض البرية التي ستضع بيضا لا ينتج نسلا من البعوض.

وأضاف أنه في أعقاب برنامج أولي في عشر بلدات قرب جوازيرو ستقرر الحكومة البرازيلية توسيع نطاق إنتاج ذكور البعوض العقيمة مع زيادة التمويل لنشر هذه الذكور في المدن عن طريق الجو وربما يستخدمون في ذلك طائرات مسيرة.

ومع عدم توافر علاج أو لقاح لمكافحة فيروس زيكا -الذي انتشر إلى أكثر من ثلاثين دولة، خاصة في الأميركيتين- فإن الأسلوب الوحيد لاحتواء الفيروس هو الحد من أعداد البعوض.